لائحتان اثنتان تتنافسان في «مدينة الشمس»: «الوفاء لمدينة بعلبك» و»بعلبك مدينتي» تعملان، بهدوء و»على الناعم»، على تدوير الزوايا مع العائلات في المدينة الأكبر في البقاع الشمالي
في الشارع البعلبكي، كما في بقية الشارع البقاعي، انتقادات تُوجّه إلى ثنائي حزب الله ـــــ أمل من بوابة المجلس البلدي الحالي. صاحب محل للألبسة يستغرب عدم إيلاء الاهتمام اللازم للتراجع السياحي في المدينة العالمية، «والتطنيش عن معالجة الوضع الأمني الفلتان رغم توافر القدرة على ضبطه».
ويؤكّد أحد اصحاب المطاعم أن بعلبك «تستحق أكثر بكثير مما نفّذ، لأن التدني المخيف في عدد السياح يساهم بشكل كبير في تدمير القطاع السياحي، الركيزة الأساسية لإقتصاد المدينة». تتشعّب الانتقادات لتصل إلى قرارات البلدية المتعلقة بخطة السير وانعكاسها السلبي على السياحة والتجارة.
وفي المقابل، حديث عن «إنجازات» ومشاريع حيوية: معمل فرز النفايات وتسبيخها، ترميم السوق التجاري وسوق القصابين، المكتبة العامة، تنفيذ طريق وادي السيل، المدينة الرياضية، والشروع في بناء قاعة ألعاب رياضية مقفلة، البدء في تنفيذ الخط الدائري حول المدينة، وتأمين أسطول من 13 آلية لنقل النفايات. أما خطة السير، بحسب عضو بلدية بعلبك مصطفى الشل، فـ»لا تتحمل مسؤوليتها البلدية الحالية. إذ إن الاتفاق بين بلدية بعلبك والبنك الدولي لدعم مشروع الإرث الثقافي، عام 2003، حدد خطة سير إلزامية في محيط الهياكل الأثرية، ولم تتمكن البلديات المتعاقبة من تغييره بسبب رفض الطرف الآخر الموقّع الاتفاق». ويلفت الشل الى أن الأزمة السورية أرخت بثقلها على خط المجموعات السياحية التي كانت تقصد مدينة الشمس، من الأردن في اتجاه سوريا وصولاً إلى لبنان، فيما لم تعد المهرجانات التي نحرص على إقامتها في موعدها سنوياً تجتذب غير اللبنانيين».
وبين الانتقادات والردود عليها، هدوء لافت يخيّم على بعلبك. لا ضجيج ولا لافتات أو صور مرشحين، بما يوحي وكأن لا معركة إنتخابية على مسافة أيام قليلة من موعد الاستحقاق البلدي والاختياري، ولكن، في الواقع، تشهد المدينة الأكبر في البقاع الشمالي (31852 ناخباً من الشيعة والسنة والموارنة والأرثوذكس والكاثوليك الأرمن) «حرباً ناعمة» بين لائحتين اكتملت معالمهما العائلية ومكوّناتهما التنافسية، لكنهما ترفضان الإعلان عن نفسيهما رسمياً لحسابات يحتفظ بها كل طرف.
الرئيس السابق لبلدية بعلبك غالب ياغي يضع اللمسات الأخيرة على لائحة «بعلبك مدينتي» التي تخلو من «أي صبغة حزبية أو سياسية» في وجه تحالف حزب الله وأمل والعائلات وقوى سياسية وحزبية. لائحة ياغي باتت مكتملة، بحسب ما يؤكد أحد أعضائها حكمت عواضة، مشيراً الى أن إعلان اللائحة «لن يتم إلا بعد أيام قليلة من إقفال باب الترشيحات، للحؤول دون ممارسة أي ضغوط على المرشحين لدفعهم الى سحب ترشيحاتهم، كما حصل عام 2010 عندما تراجع عدد أفراد اللائحة المكتملة إلى 17». وقال عواضة إن «هدفنا إعادة القرار إلى بعلبك ومجتمعها المدني، بعدما باتت قرارات المجلس البلدي تُفرض عليه من خارجه، وبعدما اختصرت الأحزاب العائلات». وعن الإنتقادات التي تُوجّه الى ياغي لانضوائه تحت راية 14 آذار، يشدّد عواضة على أن «ياغي ابن المدينة. لائحتنا عائلية بامتياز ولا صبغة حزبية لها. الإنماء والخدمات لا علاقة لهما بالأحزاب سواء كانت 8 أو 14».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الاسماء المنضوية في لائحة «بعلبك مدينتي» لن تكون بعيدة عن تلك التي خاض ياغي إلى جانبها معاركه الإنتخابية السابقة، مع بعض التغييرات، فضلاً عن تركيزه على «الصوت السني» وتجيير تيار المستقبل (الغائب الاكبر عن الاستحقاق) أصوات شارعه للائحة، وعلى بعض العائلات الشيعية غير الراضية عن تمثيلها من قبل الثنائي الشيعي أو في المجالس السابقة».
ويُعدّ ياغي «المنافس الأبرز والدائم» في بعلبك في وجه حزب الله. وهو خاض الانتخابات في الدورات الثلاث السابقة، ففاز عام 1998، وخسر دورتي 2004 و2010.
في المقابل اكتملت لائحة «الوفاء لمدينة بعلبك» المدعومة من الثنائي الشيعي والعائلات والقوى السياسية في المدينة. وهي اكثر وضوحاً لجهة الأسماء المرشحة، إلا انه لن يتم الإعلان عنها أيضاً. وعلمت «الأخبار» ان اللائحة تضم 21 عضواً موزّعين كالآتي: 13 لحزب الله (من بينهم اثنان لحزب البعث)، وثمانية لحركة أمل (بينهم عضوان للأحباش وواحد للحزب السوري القومي الإجتماعي)، وعضو للتيار الوطني الحر. وساهم تكريس عرف المداورة على رئاسة المجلس البلدي، ومنصب نائب الرئيس، في تدوير زوايا التحالفات مع العائلات ومحاولة إرضائها. وبموجب مبدأ المداورة يرأس العميد المتقاعد حسين اللقيس المجلس البلدي في السنوات الثلاث الأولى، على أن يتولى فؤاد بلوق الثلاث الباقية، فيما يتناوب مصطفى صلح، ومصطفى الشل على منصب نائب الرئيس.
مرشحات «مواطنون ومواطنات في دولة»
لن يقتصر مشهد الإنتخابات البلدية في بعلبك على اللائحتين الأساسيتين، وإنما سيكون لحركة «مواطنون ومواطنات في دولة» لائحة تضم مرشحات بعلبكيات. وأكد الدكتور علي حيدر منسق حركة تجمع «مواطنون ومواطنات في دولة» ترشيح ثلاث سيدات، هن ميرفت حسين وهبي ويمنى مهدي الطفيلي وهديل احمد الرفاعي، لكونهن يمثلن «التجربة الأولى في بعلبك بترشيح مواطنات بعد الحرب الأهلية». وكشف حيدر أن الإعلان عن اسماء المرشحات سيجري بعد وصول بوسطة «مواطنون ومواطنات في دولة» إلى بعلبك، وسيذيع الوزير السابق شربل نحاس أسماء اللائحة من امام سرايا بعلبك عند العاشرة صباحاً، ليكمل جولته على محلة راس العين وشركة الكهرباء، ويختتمها بمحاضرة.