IMLebanon

معركة جرود بريتال أحد عناوين الحرب الإرهابيّة المفتوحة ضدّ لبنان

هل صحيح ان الادارة الاميركية تريد ان يبقى لبنان تحت سقف الانفجار الكبير؟ وما هي عناصر الاستقرار التي يمكن ان توفر مثل هذا السقف؟

منذ اسبوعين جدد السفير الاميركي في بيروت على مسامع المسؤولين اللبنانيين ان ادارة بلاده لا تريد ان تنتقل النيران المشتعلة في سوريا والعراق الى لبنان، لكنه لم يضف لهذه الرغبة وعوداً جدية في ترجمة سريعة لتسليح الجيش بالاسلحة الحديثة النوعية لا سيما بالطائرات العسكرية المروحية التي تلعب دوراً مهماً في الحرب ضد الارهاب والارهابيين في جرود عرسال والجرود الشرقية عموما.

واكتفى السفير هيل المخضرم بالكلام عن دفعات المساعدات العسكرية الاميركية للجيش من أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة، وهواوين وبعض الانظمة الصاروخية.

ومع ان لواشنطن الحصّة الاكبر من الهبة السعودية الاخيرة (مليار دولار) المخصصة للجيش اللبناني، فان السلطات اللبنانية لم تتلق حتى الآن جدولاً زمنيا لبدء تزويد لبنان بالسلاح المطلوب، مع العلم ان ما حصل في الاسابيع الاخيرة جراء تكرار الهجمات والاعتداءات من قبل «داعش» و«النصرة» على لبنان يفرض وضع روزنامة سريعة وفورية لتسليح وتعزيز الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

وتخشى مصادر سياسية لبنانية من ان يكون مصير الرغبة الأميركية في ابقاء لبنان تحت سقف الاستقرار النسبي كمصير الغارات التي تشنها الولايات المتحدة واعوانها على «داعش» في سوريا والعراق، والتي ظهر حتى الان أنها ليست بحجم الضجة الاعلامية التي اثارتها وتثيرها واشنطن في حربها ضد الارهاب.

وتقول المصادر ان مصدر الخوف هو أن ما قامت به واشنطن من غارات جوية على تنظيم «داعش» لم «يفرمل» من اندفاعه في قضم المزيد من البلدات والقرى الشمالية السورية المحاذية للحدود مع تركيا، ولم تقلل من حجم المجازر والجرائم التي يرتكبها، كما انه لم يضيّق رقعة سيطرته في العراق.

وما يزيد الطين بلّة التصريحات التي يطلقها مسؤولون اميركيون حاليون وسابقون وتوقعهم استمرار الحرب على «داعش» سنوات وسنوات، بل عشرات السنين كما عبر وزير الدفاع الاميركي السابق مؤخراً.

وترى المصادر ان مثل هذه التصريحات تعطي انطباعا لدى المراقبين بأن الولايات المتحدة ربما تريد المبالغة وتضخيم قوة هذا التنظيم لزيادة الثمن الذي تريده من حربها هذه، أو أنها لا تريد اصلا القضاء عليه بسرعة للاستمرار في استخدامه غطاء لتنفيذ خططهاوتدخلها في دول المنطقة.

وبغض النظر عن نوايا واشنطن وما تخطط له تجاه سوريا والعراق. فان كلامها عن الرغبة في ابقاء لبنان مستقرا يستوجب اولا وفوراً، وبحسب المصادر، العمل جديا على دعم وتسليح الجيش اللبناني لتمكينه في حربه ضد الخطر الارهابي الذي يتزايد يوما بعد يوم.

وهذا يفترض، حسب المصادر، ليس تسريع ارسال الاسلحة الى المؤسسة العسكرية والقوى الامنية اللبنانية، بل اسقاط «الفيتو» على المساعدات والتسليح الذي يمكن ان يحصل عليه لبنان من دول اخرى لا سيما روسيا وايران، وفرنسا ايضا.

وطالما ان المعطيات المتوافرة حتى الان لا تؤشر الى تحقيق هذه الخطوات سريعا، فان الجيش اللبناني، تضيف المصادر، الذي يستنزف في الكثير من المناطق، يعمل وفق الامكانات المتوافرة لديه ويبني حساباته على هذا الاساس، ومع ذلك استطاع ان يحقق مؤخرا الشيء الكثير بالتضييق على المسلحين الارهابيين في جرود عرسال ومنع تحركهم باتجاه البلدة.

واشارت المصادر الى انه في خضم هذه الظروف والاجواء تأتي معركة جرود بريتال مؤخرا، لتشكل انذارا جديا بان الجماعات الارهابية «اكانوا من «داعش» او «النصرة» يريدون ويسعون بكل قواهم الى توسيع رقعة حربهم باتجاه لبنان، وهذا يفترض من الجميع الاقلاع عن تلك المواقف الممجوجة التي تتجاهل هذا الخطر الجدي وتساهم في زعزعة وارباك الساحة اللبنانية لصالح الارهابيين بكل صفوفهم.

وفي هذا الاطار يقول مصدر في 8 آذار ان تصريحات رئيس «القوات» سمير جعجع الاخيرة وبيان الامانة العامة لـ 14 آذار هي كسياسة دفن الرؤوس في الرمال لان الخطر على اللبوة وبريتال واخواتها هو خطر على كل البلد ولا يستثني اية مدينة او بلدة لبنانية.

ويلاحظ المصدر ان دعوات الرئيس سعد الحريري المتكررة لتكاتف اللبنانيين لا تتوافق مع هذا الخطاب غير المسؤول، الذي يعزف على وتر الحملة على حزب الله ويتجاهل الحرب التي يشنها الارهابيون على لبنان واللبنانيين منذ فترة طويلة والتي تجلت في الهجوم على الجيش في عرسال، ثم الهجمات على القرى اللبنانية البقاعية.

وبرأي المصدر ان حصر اسباب ما قامت به مجموعة «النصرة» الارهابية في جرود بريتال بمحاولة استباق الشتاء لفتح ممرات آمنة لها هو تفسير ناقص، لان الهدف لهذه المجموعات هو توسيع رقعة حربهم باتجاه لبنان خصوصا بعد الهزائم التي لحقت بهم في القلمون السوري والغوطتين الشرقية والغربية.

ويخلص الى القول ان المطلوب اليوم هو تكريس معادلة الجيش والشعب والمقاومة في وجه هذه الحرب بعد ان تجاوزت التطورات الاخيرة مقولة النأي بالنفس واسقطتها.