IMLebanon

حسابات معركة الموصل:  هل انتهت وظيفة داعش؟

معركة الموصل بدأت على التوقيت الأميركي بما يخدم معركة المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون. لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل الرئيس باراك أوباما المتردد في استخدام القوة متحمساً للدور العسكري الأميركي في العراق. ولا هو البعد الوحيد للمعركة التي تدور على الطريق اليها معارك حول القوى التي تريد ويراد لها أن تشارك في قتال داعش والقوى التي تريد ولا يراد لها ان تشارك. فما يرافق تنظيم القوى الضرورية لاستعادة الموصل من داعش هو ترتيب أوضاع المدينة وتحديد القوى التي تمسك بها بعد اخراج داعش. ومن يعترض في واشنطن وبين قيادات المكون السني على مشاركة الحشد الشعبي الشيعي يقابله من يعترض في الحكومة والمجلس النيابي على أي دور تركي.

حتى من يسلم بالحاجة الى دور البيشمركة الكردية، فانه يشترط امتناعها عن دخول المدينة. والواضح في الموقف المعلن لرئيس الحكومة حيدر العبادي ان الدور الأساسي للجيش والشرطة مع مشاركة الحشد العشائري السني. أما الغامض، فانه الصمت عن دور الحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني.

ولا أحد يتوقع ان يتكرر في الموصل سيناريو انسحاب داعش أمام القوات التركية وحلفائها السوريين من بلدات الشريط الحدودي وآخرها دابق. فالموصل هي التي هرب منها الجيش العراقي أيام نوري المالكي تاركاً أسلحته الأميركية المتطورة لداعش. والاستيلاء عليها سمح باعلان دولة الخلافة وظهور الخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي في مسجدها الكبير. والمعركة مرشحة لأن تكون قاسية وصعبة، مع ضمان سلامة مئات الألوف من السكان المدنيين.

لكن السؤال هو: هل انتهت وظيفة داعش بعدما خدم قوى محلية واقليمية ودولية تقول انها ضدّه، وهو عملياً ضدّها؟ وهل يقتصر أمر اليوم على انهاء داعش في العراق فقط، وترك قياداته تتجمع في الرقة وحولها لتكتمل خدماتها أم ان الساعة دقّت للقضاء عليه؟

الواقع يقدّم أجوبة ناقصة ومتناقضة. فالعملية السياسية في العراق معطوبة، واعادة التوازن صعبة والتساكن بين أميركا وايران موقت وقسري. وطموحات أردوغان العثمانية خطيرة، والخلاف بين بغداد واقليم كردستان على كركوك سيكون على مساحات أخرى بعد تحرير الموصل. والسعي الاقليمي والدولي، لاقامة حاجز جغرافي في سوريا يقطع قوس المشروع الايراني، لا يزال قائماً.

قديماً قال الشاعر قسطنطين كفافي: ماذا يحدث لنا من دون البرابرة؟ انهم نوع من الحل. أليس هذا ما تقوله قوى متعددة عن داعش؟