Site icon IMLebanon

معركة ريفي وابعادها الشمالية؟!

الفرد النوار – 

اين الضرورة في المواجهة التي يقودها وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي ضد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الا اذا كان المقصود اختراع مواقف من شأنها »خردقة« التيار لمصلحة طرف ثالث لا يبدو واضح المعالم حتى الساعة، مع الاخذ في الاعتبار تغير الاصطفاف السياسي للوزير ريفي اعتقادا منه ان معركة الانتخابات البلدية في طرابلس تسمح له بأن ينافس الحريري لاعتبارات سياسية لا بد وان تصل به الى حد تشتيت قوى تيار 14 اذار.

الذين مع وجهة نظر اللواء ريفي يقولون صراحة ان تيار المستقبل لم يعرف كيف يتواصل معه، من لحظة حصول تباين في وجهات  النظر خلال الانتخابات البلدية التي صبت في مصلحة ريفي، ربما لان تيار المستقبل اجتهد بما فيه الكفاية ليشكل تحالفا  بين بعض وجهات طرابلس، بعكس ما قاله وزير العدل، مع العلم ايضا ان الاخير لعب على تناقضات عاصمة الشمال، فضلا عن انه عرف كيف استوعب التباينات السياسية التي شكلت فاصلا سياسيا بين المستقبل من جهة وبين خصومه من جهة ثانية، وفي الحالين جاءت العملية لمصلحة ريفي الذي شد باتجاه الشارع الطرابلسي ظنا منه انه يعرف بواقع المدينة اكثر  من سواه؟!

من هنا بالذات جاءت نتيجة الانتخابات البلدية لمصلحة الوزير الذي شعر ضمنا انه قادر على السير بالعملية السياسية منفردا بحسب اجماع مقربين من فاعليات الشمال، حيث جاءت النتائج في طرابلس وغيرها بالاتجاه الذي كان لمصلحة وزير العدل الذي لم يعد يفرق بين المصلحة العامة من جهة وبين مصلحة خصوم تيار المستقبل ومن جهة ثانية، اضف الى ذلك ان معظم من اعطوه اصواتهم كانوا على قناعة بأن ريفي ليس في وارد الابتعاد عن خط سعد الحريري لعدة اعتبارات في مقدمها ما حصل من شرذمة سياسية بين اقطاب طرابلس حيث اشتغل كل واحد منهم لما فيه مصلحته (…)

ومنذ حصول التفتت في جسم تيار المستقبل في مدينة طرابلس ظن البعض ومنهم اللواء ريفي انه قادر على اللعب على التناقضات وهذا ما حصل كنتيجة حتمية لبحث كل واحد عن مصلحته الشخصية الى ان جاءت النتائج متضاربة بالشكل والمضمون الى الحد الذي اثار  غبار معركة من غير حاجة الى معركة سياسية حقيقية بين ابن التيار اللواء ريفي وبين سواه ممن شد بدوره لما فيه مصلحته كشخصية  سياسية محسوبة سابقا على تيار المستقبل لعدة اعتبارات من شأنها التشكيك بقدرات الرجل الذي عرف موقتا كيف يستفيد من تباينات الشارع الطرابلسي، بمستوى ما كان عليه الاقطاب من اتكال على بعضهم ظنا من كل واحد منهم انه قادر على لعب ورقة سواه من غير تخطيط واقعي للمعركة؟!

وفي عود على بدء، لا بد من سؤال الوزير ريفي عن تحالفاته التي يتصور ان بوسعه الاتكال عليها، من غير حاجة الى ان يكون هو شخصيا خارج تيار المستقبل بحسب ما هو مرتقب على الارض، في طرابلس وسواها من مناطق الشمال حيث يعتقد ريفي انه قادر على خرق اية لائحة من غير حاجة الى التحالف مع تيار المستقبل، لاسيما ان من اعطاه صوته في عاصمة الشمال لا يبدو متماسكا في سعيه وراء خط سياسي مستقل  الا في حال لم يعرف الاقطاب كيف وقعوا في مطب سوء التحالف الذي ادى بكل واحد منهم الى ان يغيب عن قرار المدينة؟!

ان اصرار اللواء ريفي على ان يقود حملة سياسية منفردة ضد تيار المستقبل لن يصل به الى غايته المرجوة، اقله لان الرئيس سعد الحريري واركان تياره قد استوعبوا ما حصل معهم ولن يكونوا في وارد »تفتيت قواهم« كي لا تتكرر نتائجهم السلبية. وهذا يشكل واقع الحال ليس في طرابلس وحدها بل في مختلف المناطق التي تضطر التيار لان يخوض معركة اثبات وجود؟!

من حيث المبدأ، من الصعب على ريفي وغيره ان يكون على عداوة مع تيار المستقبل، في حال لم يعرف الى الان ان الامور في عاصمة الشمال ليست فالتة لمصلحة اي طرف ثالث، مع العلم  ايضا ان مجالات الانتقاد المتبادل بين الطرفين قد تتطور لمصلحة طرف ثالث،  الا في حال كانت رغبة بتجنب رفع وتيرة الصراع السياسي حيث لا بد من ان يقال الكثير عن الصراع السياسي بمعزل عما هو قائم في البلد من تباينات على صلة بالفراغ الرئاسي وبالانتخابات النيابية، فضلا عما يقال عن تباينات من الواجب اخذها في الاعتبار من الان الى حين ظهور مؤشرات سلبية من الصعب تجنب اخذها في الاعتبار، قبل ان تتطور الامور باتجاهات لا تحمد عقباها لاسيما ان لكل فريق حسابات تختلف عن الاخر؟!