ثلاثون يوما تفصل اللبنانيين عن استحقاقهم الانتخابي بقانونه المثير للجدل والرهبة، قانون قايين وهابيل، كما وصفته، القناة البرتقالية الناطقة بلسان التيار الحر، حيث يطعن الأخ بأخيه والحليف بحليفه، سعيا وراء الصوت التفضيلي…
وكلما تناقصت الأيام الفاصلة عن السادس من أيار كلما تزايدت حدّة المواقف السياسية، والشارعية ذات الطبيعة الاستفزازية بين مناصري اللوائح المتنافسة، كما بين المتحمسين لأعضاء اللائحة الواحدة، انها لعنة الصوت التفضيلي، الذي ينقل المعركة، من خارج الحديقة الى صحن الدار.
على صعيد اللوائح المتنافسة، تتخذ المعركة وجهتين: وجهة اللوائح غير المكتملة أو الركيكة التي ينشط منظروها في التشكيك بحصول الانتخابات استنادا الى الاعتبارات الاقليمية، أو بجدواها في حال خلت الساحة الاقليمية من المفاجآت العسكرية، بهدف حمل الناخبين على البقاء في بيوتهم يوم السادس من أيار، سعيا لخفض الحاصل الانتخابي بما يسمح لبعض أعضاء هذه اللوائح بالعبور.
ووجهة اللوائح الأساسية، التي تعمل على حشد الناخبين لليوم المشهود، بالولائم والمهرجانات وتكثيف الصور واليافطات مع الوعود الجاذبة والتعيينات الظرفية التي ينتهي أجلها بانتهاء الانتخابات…
ويدرك القيّمون على هذه اللوائح. ويدرك أرباب اللوائح المطمئنة للفوز، بأن أفضل سبيل لتشتيت المنافسين، يكمن في تكثيف الاقبال على الصناديق، من أجل حاصل انتخابي أكبر. فكلما كبر رقم الحاصل الانتخابي كلما صغرت حظوظ المنافسين.
وفي اعتقاد المصادر المتابعة ان للمال دورا يلعبه في بعض الدوائر، لكن الآلية الانتخابية المعتمدة، تبقي ثقة المرشح بالناخب البائع لصوته ضعيفة، ومن هنا رهان الأقوياء على الشحن العاطفي المدعوم بالايقاعات المذهبية أو الطائفية، كأفضل جاذب لقناعات وبالتالي أصوات، غالبية الناس الطيّبين، وما أكثرهم في لبنان.
وفي تقدير المصادر ان أعنف المواجهات سيكون مسرحها البقاع الغربي، وليس بيروت أو طرابلس أو بعلبك – الهرمل، في ضوء التسليم ببعض الخروقات في بيروت، ومثلها في طرابلس، وكذلك في بعلبك – الهرمل، حيث تكفي بعض المظاهر غير المألوفة كي يعدّ بعض المتأففين من الواقع المعاش للعشرة مرة أخرى… لكن في البقاع الغربي، المعركة تأخذ طابع الصراع بين الوصاية وعكسها، نتيجة خلل حصل في تركيب اللوائح، وهو ما جعل النائب وليد جنبلاط، يرد على تأكيدات الرئيس الحريري في لقاء الفينيسيا، على تحالف المستقبل والاشتراكي، بسؤاله: أين نحن متحالفون يا شيخ سعد؟
لكن المصادر المتابعة، واثقة من ان لقاء الفينيسيا، لن يكون مجرد صورة…