Site icon IMLebanon

معركة أدوار لا نصاب !

 كادت معركة الرئاسة الأولى، أن تقترب من النهاية.

لكن، لا المعركة كانت معركة.

ولا الفوز يتطلب أصواتاً.

ولا الأرقام وحدها تقرر النتائج.

صحيح، أن مجيء الرئيس نبيه بري قليل النتائج.

ولا حضور الرئيس سعد الحريري يحسم النتائج.

والعارفون بالأسرار، يؤكدون أن الأرقام وحدها لا تصنع رئيساً للجمهورية.

ذلك أن المعركة هي معركة أدوار، لا معركة نصاب.

بضعة أصوات كانت كافية لحسم المعركة.

الا ان المعركة لا تحسمها أصوات.

بل أدوار للقادم الى بعبدا.

ثمة شيء واحد كان مطلوباً، ولا يزال منشوداً بإلحاح.

ألا وهو وصول رئيس يتمتع بمناقبية القيادة.

ويتحلى بفضيلة الحوار.

***

منذ قرابة نصف قرن، ودور رئيس الجمهورية هو احصاء الأزمات.

وتعداد التراجعات السياسية.

وما فعله اتفاق الطائف هو إنهاء الحرب بين اللبنانيين على أساس ألا يصبح أو يكون رئيس البلاد، امبراطوراً على نظام برلماني.

وعندما قرر البرلمانيون اللبنانيون في الطائف، تكريس العرف في الدستور، أخذ بعضهم يطالب بالمزيد من التنازلات.

وجاءت الوصاية السورية بمطلب تجريد رئيس الجمهورية من معظم صلاحياته.

كان الرئيس حسين الحسيني، يشدد على جعل العرف مكتوباً في الدستور، الا ان اغتيال الرئيس رينه معوض، أول رئيس جمهورية بعد الطائف، جعل وثيقة الوفاق الوطني وثيقة اذعان، لا مجرد نص توافقي.

وهكذا، قد تعقد ٣٧ جلسة نيابية أخرى، ولا يكتمل فيها النصاب، ولا يصار الى انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد.

لم ينزل الى البرلمان، لا العماد ميشال عون، ولا النائب سليمان فرنجيه، فتفرّق عشاق الجمهورية، وبقي عشاق الدستور في مكان بعيد.

***

جمهورية ١٤ آذار، تحاكي جمهورية ٨ آذار، والجمهورية الحيادية.

والحياديون ليسوا على الحياد، بل هم ايضا من غلاة دستور يحتاج الى نظام، يحمي النظام السياسي من الاندثار، في مهب الريح والاهتزازات.

ويقول الرئيس نبيه بري إن البرلمان اقترب أمس، من النهاية السعيدة للنظام السياسي، لكن للنهاية أصولاً وقواعد، ولا بد من التهام مصالح النظام قبل البحث عن منافع أطراف النظام. –