Site icon IMLebanon

معركة حتى القيامة

يخوض العماد ميشال عون معركة الرئاسة على اساس انها معركة وجودية فاما ينتصر ويعيد للمسيحيين حقوقهم واما ان يخسر وتكون هزيمة ساحقة مدوية.

ارتضى العماد عون لنفسه هذا التوجه وهذا الخيار رغم صعوبة الامر في لبنان ورغم الاحداث التي تدور حولنا والتطورات السياسية التي تشهدها منطقتنا. صحيح ان حزب الله بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله اعلن كامل دعمه لعون واصر سماحة السيد على القول ان «الممر الى رئاسة الجمهورية لن يكون الا عبر ميشال عون» وهذا تصريح يعزز مكانة عون على الساحة اللبنانية بما ان حزب الله من اللاعبين الاساسيين في الحياة السياسية في لبنان انما هذا الدعم يقوي عون من جهة ويضعفه من جهة اخرى. وقصارى القول ان اي رئيس للجمهورية اللبنانية لا يفرض بالقوة خصوصا ان هناك لاعبين لبنانيين و محليين اخرين لا يمكن تجاهلهم خاصة ان لهم حصة في المعترك الرئاسي.

فاذا القينا نظرة على الاحداث التي تعصف بالمنطقة والمواجهات الحاصلة بين السعودية وايران ولو بطريقة غير مباشرة، نعلم جيدا ان هذا التواجه بين هذين البلدين سينعكس ايضا في لبنان فالاخير ليس جزيرة معزولة عن التجاذبات المستمرة في المنطقة. والحال انه فيما تحلق طائرات السعودية خارج اراضيها لمواجهة النفوذ الايراني واخرها في اليمن وتعلن انها لن تقبل بسيطرة طهران على العراق وتخمد اي محاولة لقلب المعادلة في البحرين, يقول الشيخ نعيم قاسم «نحن مع العماد عون حتى القيامة» فهل ستقبل الاطراف السياسية اللبنانية الموالية للسعودية بعون رئيسا؟ بيد ان السعودية اختارت الحرب بدلا من الديبلوماسية في اليمن ولم تعد تتفرج على الاحداث وتتدخل في الدول العربية من باب المفاوضات والمباحثات لا بل كشرت عن انيابها لتقول لايران ولواشنطن انها لن تقبل بالتوسع الايراني في المنطقة وانها تقف للجمهورية الاسلامية بالمرصاد. وما يعنينا من ذلك، هو الشق اللبناني اي المعركة الرئاسية فاذا وصل عون الى الرئاسة فان ذلك سيحسب انتصارا ايرانيا على الصعيد المحلي والاقليمي وهذا ما لن تقبل به السعودية. لقد قال الشيخ سعد الحريري في احدى مجالسه انه يحترم العماد عون لانه صادق و يفي بوعوده لكن من الصعب ان يدعمه للرئاسة بما انه حليف حزب الله ومرشحه خصوصا في ظل التوجه السعودي الشرس ضد اي وجود ايراني في الدول العربية.

من هنا، نتساءل هل تحول العماد عون الى كبش محرقة بين صراع ايراني- سعودي رغم مواقفه الوطنية ومحبته للبنان واحترامه لسيادة الدولة اللبنانية و لمؤسساتها؟ هل زج العماد عون نفسه في طريق ضيق وحاد دون ان يدور الزاويا؟ ربما كانت المعركة المصيرية التي اعلنها عون هي التي وضعته في خانة «المنتصر ام المهزوم».ّ