Site icon IMLebanon

معركة تبييض وجوه!

أسهل شيء أن تبادر الى تأييد الموقف الحكومي، مما حدث في السراي.

والشيء نفسه ينطبق على الموقف الوزاري المعارض.

وأصعب شيء ألاّ تكون، لا مع هذا، ولا ضدّ ذاك.

في عالم السياسة، هذا هروب من قول الحقيقة.

من واجب الأفذاذ، ألاّ يساعدوا الى تبييض الوجه.

ربما، من حق رئيس الحكومة الدفاع عن نفسه.

وربما أيضا من واجب الوزير المعارض، أن يعارض ويوضّح.

لكن ينبغي وجود أفرقاء، يعملون على ردم الهوّة، بين المواقف المتباعدة، خصوصاً اذا كانت الأوطان في خطر، ذلك، ان المبادرة الى التقريب بين المواقف المتباعدة، هو المطلوب، لأن إذكاء الخلافات، لا يخدم إلاّ أعداء الفريقين.

كان الرئيس شفيق الوزان رئيس المجلس الاسلامي في البلاد.

وعندما وقع الاختيار عليه، لترؤس الحكومة، أصاب الناس قلق من احتمال تطرّفه.

لكنه عندما استوى على أريكة السلطة، أظهر حنكة ورصانة غير متوقعة.

ونال اعجاب الكثيرين وتقديرهم.

وبعدما سلّم الرئيس الياس سركيس الرئاسة، للرئيس أمين الجميّل، فرض شفيق الوزان تكليفه برئاسة الحكومة على رئيس الجمهورية الجديد.

هل تبدّلت مواقفه؟

هل تغيّرت سياسته والأفكار؟

زاره كثيرون ونصحوه بمعارضة نهج رئيس الجمهورية.

وقالوا له مراراً، ان رئيس الحكومة، لا يصبح زعيماً، إلاّ اذا تناحر مع رئيس الجمهورية.

وكان ردّه ان في البلاد نهجاً واحداً للدولة، وعندما يختلف رئيسا الجمهورية والحكومة، يسقط البلد في الأزمات.

صحيح، ان في البلاد الان ازمة كبيرة جدا.

لكن حرب الشارعين وصراع رئيس الحكومة، وبعض الوزراء، الى حد الطلاق، فان رواد التوافق، هم من يسعون الى سقوط الطلاق لا الى تقويته واذكائه.

في البلاد الآن حفلة تكاذب.

والشاطر هو من يسعى الى وقف التكاذب وردم الهوة بين المتصارعين والمختلفين.

كثيرون تستهويهم الفيدرالية.

لكن الجميع ضدها، لان اقلية محدودة، تلتهم ارادة الاكثرية المحسوبة للوطن، وليس عليه.

والمطلوب الان، اكثرية تلتحم في صفوفها معظم الاطياف، لتؤلف معا وطنا واحدا.

لا احد يدعو الى تبييض الوجوه في هذه الاجواء السوداء.

لأن التقارب هو الذي يبعد عن الاوطان الاحقاد والخلافات.

معظم الاوفياء دعوا الى ابعاد لبنان، عن الاجواء الملبدة بغمائم داكنة، ذلك ان السماء الصافية هي حلم الجميع.

وفي الازمات تشتد الخلافات

وتزدهر الخصومات.

الا ان اصحاب الارادات الطيبة، هم الذين يوصدون القلوب والصدور في وجه الاحقاد.

وما حدث بين الرئيس تمام سلام والوزير باسيل كبير ومشين، لكن اتفاقهما على هدنة اسبوعين للتسوية، هي اكبر من النزوع الى الخلافات.