Site icon IMLebanon

بشري… والمواجهة مع الفيروس

 

لا يأتي دائماً «حساب البيدر على قدر حساب الحقل»، والمواجهة مع وباء كورونا صعبة جداً بالرغم من كافة التدابير التي تتخذها الشعوب لغاية اليوم، والمثال الواضح يظهر جليّاً اذا تابعنا ما حصل في قضاء بشري حيث اتخذت كافة الاجراءات والتدابير الوقائية، وعقدت سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بهدف الاستعدادات لمواجهة تفشّي وباء كورونا بحضور ومشاركة كافة فعاليات المنطقة، النائبين ستريدا جعجع وجوزيف اسحاق والقائمقام ربى الشفشق، ورئيس اتحاد البلديات ايلي مخلوف ونائبه رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، ورؤساء البلديات ورئيس مجلس ادارة المستشفى الحكومي بالتكليف د.انطوان جعجع، ومدير المستشفى آدي اللظم والاطباء وممثلي الفعاليات في المنطقة إضافة الى مؤسسة جبل الارز.

 

طوّقت المنطقة من خلال اقامة حواجز الوقاية على كافة المداخل من طورزا مروراً بقنات وصولاً الى بان. كما اتخذت البلديات تدابير اضافية وأقفلت العديد من المعابر اليها، وحصرت الدخول والخروج بطريقين فقط للتمكّن من فحص حرارة كل الوافدين اليها وتعقيم السيارات. ورغم ذلك أصيب احد اطباء المستشفى الحكومي في بشري، وكرّت السبحة لتنتقل العدوى الى بعض افراد الطاقم الطبي والتمريضي، واتخذ القرار بإقفال المستشفى ليتم تعقيمها. وبعد اعادة فتحها بدأت تظهر ايضاً حالات من خارج الكادر العامل في المستشفى، فارتفع عدد الاصابات الى 17 ظهرت لغاية عصر أمس الخميس، 11 اصابة من ابناء مدينة بشري و6 من بلدات القضاء. وقد أبلغتنا ادارة المستشفى انه تمّ حجر 4 اصابات في مستشفى مار ماما الجديد، والذي تمّ تخصيص 22 غرفة فيه لاستقبال المصابين بعد ان تبرّع النائبان جعجع واسحق، عبر مؤسسة جبل الارز، بمبلغ 165 مليون ليرة لتجهيز المستشفى بالمعدات اللازمة.

 

رئيس الاتحاد ايلي مخلوف قال لـ»الجمهورية»: نحاول جاهدين العمل بتوجيهات نائبي المنطقة وبالتعاون مع القائمقام ورؤساء البلديات وادارة مستشفى بشري لمنع تمدّد خطر الوباء في القضاء، واتخذنا كافة التدابير الوقائية ووَزّعنا المنشورات التوعوية، وأقمنا الحواجز على مداخل القضاء بالتعاون مع الدفاع المدني والشرطة البلدية، وقمنا بتعقيم الاماكن العامة والكنائس وشدّدنا على ضرورة التقيّد بالتعبئة العامة والتزام الاهالي منازلهم، ووّزعنا 1000 عبوة تعقيم وسنواصل العمل بكل إمكانياتنا للحد من انتشار الوباء مُتّكلين على وعي اهلنا وشفاعة قديس لبنان والعالم شربل مخلوف إبن هذه الارض وهذه المنطقة.

 

وخَتم: أريد بالمناسبة تكرار الطلب من الحكومة ووزير الداخلية ووزيرالمالية صرف مستحقات البلديات، وتقديم العون لنتمكّن من المواجهة والصمود في هذه الظروف الصعبة.

 

رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور انطوان جعجع اكد لـ»الجمهورية» انّ مستشفى مار ماما باتت جاهزة لاستقبال كل الاصابات في القضاء باستثناء غرف الانعاش اي التي يوجد فيها فائض سحب الطاقة السلبية والآلات اللازمة التي ستصل بعد 14 يوماً، وفي هذا الوقت عندما يصلنا مريض بوَضع جد حَرج لا يمكن ان نأخذه على عاتقنا بسبب النقص في التجهيزات ويتم نقله الى مستشفى أخرى. واليوم بدأنا باستقبال 4 اصابات ليست بحالة حرجة، وبالتالي يمكنني القول انّ لدينا اليوم مستشفيين، الاول المستشفى القديم للمرضى العاديين غير المصابين بكورونا، والثاني مار ماما المجهّز بـ22 غرفة لاستقبال المصابين وإجراء الحجر الصحي لهم.

 

وتابع: منذ أسبوعين اتخذنا كافة التدابير لمنع انتشار كورونا وننقل المرضى بسيارة المستشفى الجديدة المجهّزة. وعندما اصيب احد أطبائنا قمنا بعزل كل الطاقم الطبي وأجرينا فحوصات وتقييم سريري للجميع على دفعتين، ليتبين اصابة 17 شخصاً في القضاء بعد ان أُبلغنا عصراً عن اصابة جديدة في حدشيت كانت قد أجرت الفحص المخبري خارج المنطقة ولم نبلّغ بها سابقاً. والاصابات موزّعة على الشكل التالي: 11 اصابة في مدينة بشري من ضمنها طبيبان وزوج طبيبة، اصابة واحدة في حصرون، 2 في حدشيت و3 اصابات في برحليون. وقد نقلنا اثنين منهم الى مستشفى خارج بشري. ونعمل على مراقبة الـ15 الباقين من قبل الاطباء المختصّين بالامراض الجرثومية، ونتأكد يومياً من الحجر الصحي لهم ونؤمّن لهم كل المستلزمات الطبية والغذائية بعد أن عقّمنا المستشفى بشكل كامل لاحتواء المشكلة، ونتابع ايضاً كل أفراد الطاقم في المستشفى للاطّلاع على أوضاعهم رغم النتيجة الايجابية لفحوصاتهم.

 

وختمَ شاكراً كل الفعاليات التي ساهمت في دعم المستشفى، وفي مقدمها نائبا المنطقة اللذين تبرّعا بمبلغ كبير سنتمكن بموجبه من الحصول على كل التجهيزات الضرورية.

 

بدوره، قال رئيس بلدية بشري فرادي كيروز لـ«الجمهورية»: إنّ الاجراءات الوقائية التي تتخذها البلدية في بشري ما زالت مثل اليوم الأول: حواجز تعقيم وتشدّد على الداخلين من وإلى البلدة على الحواجز المُقامة على مداخل المدينة، اضافة الى حملات تعقيم المحلات والشوارع والساحات، ولقد أُعلن عن خلية مشتركة بين البلدية ومستشفى بشري الحكومي ونواب المنطقة واتحاد البلديات برعاية القائمقام لمتابعة كافة التدابير.

 

واضاف: نحن اليوم في 2 نيسان ونتابع كافة التطورات، وقد ابلغنا من قبل ادارة المستشفى انّ عدد المصابين في مدينة بشري هو 11 شخصاً بينهم طبيبان، زوج طبيبة ووالدته، 3 ممرضات، شقيق ممرضة، مريضة كانت قد زارت المستشفى، زوج ممرضة ومواطن بشرّاوي لم يتحدد مكان التقاطه الفيروس. وقد تم نقل عدد منهم الى المستشفيات، والبعض الآخر يقومون بالحجر المنزلي، ونحن نتابع كل الحالات ونتواصل مع كل الاشخاص الذين تواصلوا مع المصابين، ونؤكد عليهم ضرورة الحجر المنزلي لمدة 15 يوماً تلافياً لانتشار أوسع للوباء، والبلدية مستمرة بشكل دوري في عمليات التعقيم التي بدأناها بالتعاون مع مركز القوات وشبيبة بشري، ونحاول ايضاً بالتعاون مع رئيس مجلس ادارة المستشفى د. أنطوني جعجع احتواء عملية الانتشار.

 

وفي الختام، تحدث عن جهوزية مستشفى مار ماما، متمنياً على الحكومة الأخذ بعين الاعتبار العائلات التي تضررت بسبب وباء كورونا ومساعدتها، لا سيما السائقين العموميين للسيارات والباصات والمحلات السياحية والتجارية في منطقة الأرز كما في كل المنطقة، والعمال المياومين وكل الذين تضرّروا بشكل مباشر وتوقفت أعمالهم.

 

المهندس جيرار السمعاني رئيس بلدية حصرون التي يعمل عدد من أبنائها في مستشفى بشري وأُصيب أحدهم، قال: منذ أن تمّ الاعلان عن اصابة احد أطباء بشري اتخذنا الاجراءات الوقائية وأقفلنا مركز الرعاية في البلدة، وأجرينا الفحوصات لكافة العاملين في مستوصفنا، وجاءت جميعها سلبية، وقمنا بالتعقيم اللازم للمركز لعدة مرّات اضافة الى سلسلة حملات التعقيم التي نقوم بها دورياً للاماكن العامة. وفور صدور نتيجة احدى العاملات ضمن الكادر الطبي في مستشفى بشري، أصدرنا تعميماً طلبنا فيه من كل من يعمل من حصرون في مستشفى بشري او على تَماس مع أحد العاملين هناك أو زار المستشفى في هذا الأسبوع، الحَجر المنزلي التام لمدة ١٤ يوماً. كما طلبنا من جميع الأهالي الباقين التزام المنازل وعدم التجوّل الّا عند الضرورة القصوى، مؤكدين انّ البلدية ستتخذ كافة التدابير القانونية بحق المخالفين حفاظاً على السلامة العامة وعلى سلامة الجميع.