غداً يوم آخر. هذا ما يمكن قوله في قضاء بشري الذي عكست صناديقه الانتخابية نبضاً جديداً لم تشهده قبلاً، أقله في الفترات الأخيرة. فماذا جرى، وكيف يمكن قراءة نتائج هذه الانتخابات في عقر دار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع؟
في محصلة ما كشفته صناديق الاقتراع، فإن 40 في المئة من أهالي بشري يغردون خارج الدائرة الحمراء التي تزنر الأرزة القواتية، أقله بلديا بعدما كانت تحصد القوات اللبنانية رئاسة مجالس معظم البلديات في القضاء، والتي خاضت ثمان منها من أصل 12 معارك. يمكن القول إنها معارك سياسية بلبوس عائلي، لا سيما في مدينتي بشري وحصرون وبقرقاشا بعدما كانت قد فازت بلديات بان، قنات، بقاعكفرا وحدث الجبة وطورزا بالتزكية. وهي باستثناء بقاعكفرا وقنات لا يمكن القول إنها تحت عباءة القوات اللبنانية حيث إن اللائحة التي فازت في طورزا بالتزكية هي لائحة منافسة للقوات، وكذلك الامر بالنسبة لبان التي فازت فيها لائحة توافقية ضمت مختلف الأطياف السياسية، فيما فازت في حدث الجبة لائحة العائلات.
أما في البلدات التي شهدت معارك سياسية فقد فازت في برحليون اللائحة المنافسة للقوات بـ6 مقاعد من أصل تسعة، فيما فازت في عبدين لائحة القوات لتنال اللائحة المعارضة لها ما نسبته 48 في المئة من الأصوات. كانت المعركة الأشد بعد بشري في حصرون حيث فازت القوات بنسبة 58 بالمئة مقابل 42 بالمئة للائحة المنافسة، وفي بزعون فاز التوافق، فيما فازت في بقرقاشا لائحة مقربة من المردة، مع خرق بثلاثة أصوات من أصل تسعة.
يبقى أن التنافس في بلدات القضاء كان مقبولا نسبة الى ما شهدته مدينة بشري التي كشفت صناديق الاقتراع عدد الأصوات الضئيلة نسبيا بين آخر الفائزين في اللائحة المدعومة من القوات وأول الراسبين في لائحة بشري مدينتي، والمدعومة من العائلات والفعاليات السياسية. وقد تدفع هذه النتائج القوات الى قراءة معمقة للنتائج والأسباب، وقد يشكل قلم مخترة حي السيدة عينة يمكن التعويل عليها حيث خسر مرشحا القوات بنسبة كبيرة فاجأت حتى الأهالي أنفسهم.