IMLebanon

بشرّي تشنّ الهجوم المضاد… منسوب الفحوص يرتفع

 

الإصابات وصلت إلى 64… وجعجع: “المرجلة” بالبقاء في منازلنا

 

باتت مدينة بشري في حكم المعزولة منذ صباح السبت الماضي بعد دخولها الحرب المباشرة ضدّ “كورونا”، وشنّها هجوماً مضاداً عبر الإجراءات الوقائية وتكثيف الفحوص، في وقت أعلنت إدارة مستشفى بشري صدور نتائج 123 فحص PCR أجريت يوم السبت وسجلت ثلاث حالات جديدة في مدينة بشري، حالة في برحليون، حالة واحدة في شكا، وبذلك يكون العدد الإجمالي للحالات الإيجابية في قضاء بشري حتى الآن 64 حالة إيجابية من بينها حالة تتماثل للشفاء.

 

لم يستطع أهالي بشري المقيمون خارج مدينتهم تمضية عطلة العيد في ربوعها بفعل قرار العزل، ولأول مرّة تحيي عيد القيامة من دون قداديس وصلوات لأنه لم يعد من مجال للمزح، لكن بقيت أجراس كنائسها تقرع لتقول إن أهل المنطقة سيتغلبون على هذا الوباء.

 

تبدو طرقات المنطقة فارغة من السيارات وسط انتشار أمني كثيف وعدم تهاون مع الخروق، وكأن القدر يحتّم على بشري أن تعيش النكبات كل فترة، لكن التجارب علّمتها أن تخرج منتصرةً مهما كان العدو قاسياً وظالماً.

 

وبعد أن بات “كورونا” عدواً في الداخل ولم يقف عند حدود الجبال، إلتزم أهل بشرّي بالحجر المنزلي وخففوا من نسبة الإختلاط لأنه السلاح الأمضى والأفعل في مواجهة “كورونا”.

 

رئيس مجلس إدارة مستشفى بشري الحكومي الدكتور أنطوان جعجع يشدّد في حديثه لـ”نداء الوطن” على أن الطاقم الطبي يقوم بواجبه كاملاً، لكن الأساس يبقى إلتزام الناس البيوت وعدم الإختلاط مع الجيران والأقارب خصوصاً أن كل أهل بشري عائلة واحدة.

 

ويشير إلى أن الوضع الصحي بدأ يستتب لكن كل ذلك يتوقف على إلتزام الناس التعليمات وسبل الوقاية، لافتاً إلى أن الفحوص تتكثّف “وسنجري نحو مئة فحص يومياً هذا الأسبوع من أجل معرفة المصابين”. ويكشف جعجع أن 80 في المئة من الفحوصات تجرى على أشخاص كانوا على احتكاك مع المصابين والعشرين في المئة الآخرين نجريها بطريقة عشوائية والنتائج ستظهر تباعاً.

 

ومن جهة اخرى يشدّد جعجع على جهوزية الفريق الطبي في بشري، ويلفت إلى أن التعاون قائم مع مستشفى تنورين الحكومي حيث بادر رئيس مجلس إدارة مستشفى تنورين الدكتور وليد حرب الى الإتصال فوراً به فور وقوع الإصابات، وأكد التعاون والمساندة في هذه المرحلة الدقيقة وتوحيد الجهود والوقوف إلى جانب الاهالي.

 

يُسلط ملف “الكورونا” الضوء على الإهتمام بالمستشفيات الحكومية من قبل وزارة الصحة خصوصاً في المناطق الجبلية والمناطق البعيدة عن العاصمة، تحسباً لوقوع أحداث مفاجئة مثل الذي يحدث في وقتنا هذا.

 

وفي السياق، لم يستطع أحد تحديد من أين إنطلقت الحالة الأولى في بشري، فالدكتور يوسف طوق كان المصاب الأول لكن ذلك لا يعني أنه هو الذي أتى بالفيروس، مع العلم أن بشري مثل بقية المناطق الجبلية يقطن سكانها في الساحل، كما أنها مقصد للسياح الأجانب الذين يزورون أرز الرب ومتحف جبران ويمارسون هواية التزلج في فصل الشتاء.

 

وفي موضوع العزل، توضح مصادر أمنية متابعة أن الخطة لا تزال سارية المفعول، وليس هناك قرار لرفع العزل حالياً، فالمهم سلامة المواطنين ومنع “الكورونا” من التفشي. وتشير المصادر إلى أن نسبة الإلتزام ممتازة ولا توجد هناك خروقات تذكر، وبالتالي فإن إستكمال هذا الموضوع بهذا النحو سيسرّع المعالجة، علماً أن لا مجال للعب في هذا الأمر.

 

بدوره، يشيد رئيس بلدية بشري فريدي كيروز بالتزام أهالي بشري بالإجراءات، متمنياً ان يستمر هذا الأمر في الأيام المقبلة.

 

ويوضح لـ”نداء الوطن” أن التعاون قائم بين الجميع ومع الأجهزة الامنية، والدخول إلى بشري يقتصر على إدخال المواد الغذائية والحالات التي تقصد المستشفى من القضاء والعسكريين. ويشدّد على أهمية متابعة الفحوص، مشيراً إلى أنه أجريت فحوص على ما نسبته 8 في المئة من سكان المدينة وسنرفع النسبة هذا الأسبوع إلى نحو 12 في المئة وسنستمر في هذا الأمر. ويؤكّد أن الوقت ليس وقت مناكفات، بل إن بشري يد واحدة في مواجهة هذا الوباء وأي سوء تفاهم يحل في لحظته، مشيراً إلى أن المؤشرات التي تظهر لا تزال إيجابية ونأمل أن نستمر على هذا المنوال خصوصاً أن شعبنا مسؤول ويريد ان يتخطى الأزمة في أسرع وقت ممكن.

 

جعجع

 

وملاحقةً للوضع في بشري، أطل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع برسالة توجه فيها للأهالي وأكد أنه “بعد التداول مع رئيس الحكومة حسان دياب ووزيري الصحة حمد حسن والداخلية محمد فهمي، إتخذنا قراراً بحجر بشري والبعض اعتبر أن القرار “ما بدو هلقد” لذلك نقول: “لا يا إخوان” الوضع لا يحتمل”.

 

وشدّد على أنه “في بشري نطارد المرض وليس العكس قبل أن يصاب أحد والحالات التي أصيبت اعتبرناها نقطة الإنطلاق وبدأنا بفحوصات كاملة للتخلص منه”، مؤكداً أن “في زمن الحرب كانت المرجلة ألا نبقى في المنزل أما الآن المرجلة هي أن نبقى في منازلنا”.

 

وتوجّه بالشكر للرئيس حسان دياب “على تجاوبه السريع ووزير الصحة على كل الجهود التي بذلها ووضع نفسه بخطر وعلى كل التقديمات التي أعطاها، ووزير الداخلية على الخطوات السريعة التي قام بها وفي كل يوم بيومه”، كذلك شكر جعجع “نائبي بشري على الدور الذي لعباه لأنهما وضعا خطة وأشرفا على تنفيذها. وشكر قائمقام بشري ورئيس اتحاد بلديات بشري وكل البلديات”.