باتت المواجهة الإنتخابية قاسية جداً مع اقتراب موعد 15 أيار خصوصاً وأن «حزب الله» يخوض المعركة الأهم لشرعنة سلاحه والحفاظ على الأغلبية.
هيّأ «حزب الله» ماكينته الإنتخابية ونزل إلى ساحة المعركة وقال للحلفاء قبل الخصوم «الأمر لي»، في إشارة واضحة إلى أن لا لعب في المعركة النيابية فهو بحاجة إلى الأغلبية النيابية لضمان سيطرته والتحكّم بالإستحقاق الرئاسي.
ويحتاج «حزب الله» في مواجهته المفتوحة هذه إلى عدم وجود قوى قادرة على الوقوف في وجهه، وها هو يطارد «القوات اللبنانية» أينما كان ويحاول محاربتها إما مباشرةً كما يحصل في بعلبك – الهرمل أو عبر حلفائه المسيحيين في الدوائر ذات الغالبية المسيحية مثل الشمال المسيحي.
يضع «حزب الله» نصب عينيه هدفاً حسابياً وآخر معنوياً. ففي الهدف الحسابي يعمل على «نفخ» كتلة «التيار الوطني الحرّ» ومحاولة القضم من صحن «القوات» ومن يقف بوجهه من قوى معارضة، أما معنوياً فيعمل على حرمان «القوات» من نائبها في بعلبك طوني حبشي واختيار نائب ماروني موالٍ له لكسر إرادة المسيحيين هناك، وكذلك فإنه يهدف إلى تحقيق خرق في بشري عبر حلفائه وحرمان «القوات» من أحد المقعدين.
وكشف «حزب الله» عن خطته، وتظهّر ذلك جلياً عبر الضغط وسحب 3 مرشحين شيعة متحالفين مع «القوات» في بعلبك – الهرمل، وتهديد رئيس اللائحة الشيخ عباس الجوهري، وذلك من أجل حرمان «القوات» من الوصول إلى الحاصل، وهذا الأمر كذّب وبشكل لا يقبل الشكّ حصول مساومة بين دائرتي الجنوب الثالثة وبعلبك – الهرمل حيث حاول بعض الممانعين واليسار الممانع في الثورة الترويج له.
وتحوّل طوني حبشي في الساعات الماضية رمزاً لمقاومة سطوة «حزب الله» بعد تضييق الخناق حول لائحة «بناء الدولة»، وقد حصد أكبر نسبة من التعاطف وشجّع بعض مناصريه أو المعارضين الذين كانوا غير متحمسين للمشاركة بالتعبير عن رفضهم للضغط الذي يمارسه «حزب الله» على المرشّح الذي يمثّل أغلبية الرأي العام المسيحي في بعلبك – الهرمل.
وإذا كان «حزب الله» يدير معركة إسقاط إبن دير الأحمر مباشرةً، إلا أن استدعاء الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله كلاً من رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من أجل توحيد الجهود ومحاولة إنجاح باسيل في البترون، عبر تجيير بعض أصوات «المردة» له ومساندة العونيين للمرشح على لائحة «المردة» وليم طوق في بشري، جعل الصورة أوضح في دائرة الشمال الثالثة، وكشف للرأي العام أن لوائح باسيل وفرنجية هي لوائح تطبيق رغبة «حزب الله»، في حين أن الرجلين لم يردّا على كل دعوات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للحوار في بكركي.
لا يوجد أكثر من إعلام «التيار الوطني الحرّ» فرحاً لما يحصل للائحة «القوات» في بعلبك – الهرمل من إنسحابات شيعية خصوصاً وأن «حزب الله» سيهدي المقعد الكاثوليكي لمرشح «التيار» في الدائرة، في حين أن ما يتمّ البوح به من بعض الناشطين في ماكينة «الثنائي الشيعي» ومسيحيي «حزب الله» هو أن خسارة حبشي باتت شبه مضمونة وكذلك خرق وليم طوق أكثر من وارد، وأن أعلام «حزب الله» سترفرف هذه الدورة في بشرّي ودير الأحمر بدلاً من أعلام «القوات» التي ستخسر نائبين من أصل 3 في عقر دارها.