انتخابات بشرّي: تحالف روي عيسى الخوري وويليام طوق؟
ليا القزي
يُحسم الأسبوع المقبل إن كان روي عيسى الخوري سيكون شريك ويليام طوق، على لائحة تيار المردة، أو أنّه سيُعلن تحالفاً انتخابياً مع التيار الوطني الحرّ وسعيد طوق. «المصلحة» تُرجّح كفّة تحالف ويليام ــ روي، إلا أنّ الخلاف على توزيع الصوت التفضيلي، لا يزال يتربّص بهما
الهدف في قضاء بشرّي، بالنسبة إلى المعارضين لحزب القوات اللبنانية، واضحٌ: «كسر أحادية» حزب سمير جعجع في معقله الرئيسي. كلّ المعارضين تنفسوا الصعداء بعد إقرار القانون النسبي، علّهم بذلك يُحققون ما حُرموه في ظلّ القانون الأكثري. يُدركون وجود «استحالة» لإحداث خرقٍ في المشهد النيابي، في حال بقائهم مفرقين.
بيد أنّهم اصطدموا برغباتهم الشخصية، حول من مِنهم يملك «حقّ» تمثيل «الرأي الآخر» في «القضاء المُقدّس». انطلاقاً من هنا، فشلت المساعي من أجل توحيد جبهتهم، واستمر كلّ من روي عيسى الخوري، ويليام جبران طوق، سعيد طوق، مجموعة «بشرّي موطن قلبي»، حزب سبعة (مؤخراً)، وعددٍ من المستقلين، في العمل بـ«أجندات» مختلفة. ويليام طوق سيكون حليف تيار المردة، وقد بدأ التنسيق بين الماكينتين الانتخابيتين، في دحضٍ لكلّ الأقاويل السابقة عن أنّ «آل طوق» لم يُقرّروا بعد إن كانوا سيتحالفون مع التيار الوطني الحرّ أو تيار المردة. على الرغم من أنّ مصادر متابعة، تقول إنّ «التيار العوني لا يزال يُحاول ضمّ ويليام إلى لائحته». سعيد طوق محسوم على لائحة الوزير جبران باسيل، من دون أن يظهر بعد من هو شريكه. حزب سبعة لديه مُرشح اسمه فؤاد رحمة، هو مصرفي وكان ينتمي إلى القوات اللبنانية قبل أن ينفصل عنها منذ قرابة السنة.
لا مؤشرات، حتى الآن، على تقارب بين «سبعة» ومجموعة «بشرّي موطن قلبي»، ويبرز منها كمُرشح الإعلامي رياض طوق، الذي شارك في احتفال إطلاق الماكينة الانتخابية لحزب الكتائب في 4 شباط. ومن المفترض، أن يكون على اللائحة التي سيُشكلها النائب سامي الجميّل في دائرة الشمال الثالثة. المحامي طوني الشدياق (ناشط قواتي سابق) سيُطلق الأسبوع المقبل «حركة سياسية» هدفها وضع إطار للناس غير المُنتمية إلى أي حزب أو تنظيم أو مجموعة، وتسعى إلى العمل السياسي على المستوى الوطني. أمّا روي عيسى الخوري، فلم يُحدّد بعد خياره الانتخابي. لم يقطع حَبْل الحوار مع باسيل، كذلك فإنّ المفاوضات بينه وبين ويليام طوق مُستمرة من أجل أن يكونا على لائحة واحدة. كان من المفترض أن يعقد الرجلان اجتماعاً الخميس الماضي، إلا أنّ زحمة السير الخانقة حالت دون ذلك. الأسبوع المقبل سيكون مفصلياً بالنسبة إلى عيسى الخوري، ليُحدّد إن كانت «مصلحتي تقتضي تحالفاً مع باسيل أو طوق»، يقول لـ«الأخبار».
يُخبر عيسى الخوري أنّ وزير الخارجية «قال لي أن أتخذ موقفي بناءً على مصلحتي. عقدنا أكثر من جلسة، واتفقنا على عقد اجتماع مُجدداً، وهناك صداقة وصدق في التعامل بيننا». المُشكلة في التحالف مع التيار الوطني الحرّ، هي في كيفية توزيع الصوت التفضيلي بين عيسى الخوري وسعيد طوق، «أخبرت باسيل أنّه سيكون هناك صراع على الصوت التفضيلي، الأمر الذي سينعكس سلباً علينا أنا وسعيد، في حين أنّك (باسيل) تكون قد استفدت من أصواتنا لرفع الحاصل الانتخابي». ويزعم عيسى الخوري أنّه قادرٌ على استقطاب «أكثر من نصف العونيين في قضاء بشرّي». هناك تقارب سياسي مع التيار العوني والرئيس ميشال عون «يعود إلى عام 1993»، ولكن يبدو أنّ المصلحة الانتخابية تكمن في تحالف ويليام طوق وعيسى الخوري. يوافق الأخير على ذلك، ويعتبر أنّهما يستطيعان «حصد عددٍ أكبر من الأصوات، إذا تحالفت مع سعيد طوق». التفاوض مُستمر بين عيسى «وجبران طوق، بحضور ويليام. يجب أن نتفق على من يحصل على الصوت التفضيلي». يرى عيسى الخوري نفسه «أحقّ» بذلك، «فأنا منذ 40 سنة، أعمل في السياسة وناشط في بشرّي. كذلك فإنّني قادرٌ على استقطاب عدد أصوات، لدى العائلات البشراوية ولا سيّما كيروز، أكثر من ويليام»، من دون أن يُنكر أنّ ويليام «يتمكن من شدّ العصب داخل عائلته».
تقول مصادر متابعة في دائرة الشمال الثالثة (بشرّي ــ زغرتا ــ البترون ــ الكورة) إنّ تيار المردة وويليام طوق «يُفضلان أن يتحالفا مع عيسى الخوري، لأنّ ذلك سيرفع حظوظ خرق أحد المقعدين القواتيين، نظراً لوجود صعوبة لدى ماكينة القوات لتقسيم أصوات الناخبين بين النائب ستريدا جعجع والمُرشح جوزف إسحق». ولكن، الصوت التفضيلي سيكون لمصلحة طوق، «لأنّه يجب دعم المُرشح الأقوى بين المعارضين. وهذه النقطة ما زالت موضع خلاف لأنّ أحداً لا يقبل بأن يتنازل لمصلحة الثاني، رغم اقتناع الجميع بأنّ توحيد أصوات المعارضين يُصعّب المعركة على القوات».
«بشرّي موطن قلبي» لا تتقبّل «سبعة»
«المجتمع المدني» ما زال مُصراً على أن يجد موطئ قدمٍ له في قضاء بشرّي. يؤكد عضو مجموعة «بشرّي موطن قلبي» الإعلامي رياض طوق، أننا «ما زلنا مُصممين على خوض الانتخابات كمستقلين، من دون حسم التحالفات. ولكن أي شخص مُستقل، ومُلتزم عناوين: السيادة، ضدّ سياسة المحاور، وضدّ الحكومة، يُمكن أن نتحالف معه». لا يحسم طوق ترشّحه، «فأنا ولا مرّة أعلنت ترشحي بعد»، لأنّ الهدف الأساس أن يكون هناك «تيار تغييري عابر للطوائف والمناطق».
«موطن قلبي» لا تلتقي مع حزب سبعة، «لأنّ البشراويين الذين تركوا الحزب (القوات اللبنانية) غير مُهيأين للانضمام إلى حزبٍ جديد». ماذا عن الحركة السياسية التي يستعد المحامي طوني الشدياق لإطلاقها؟ «طوني رفيق نضال، ونحن أبناء القضية والكيان. هذا هو الطرح الذي يُقدمه ونحن نتبناه».
يرى أحد المطلعين على الشأن الانتخابي في بشرّي، أنّه «ما في أمل» لمجموعة «بشرّي موطن قلبي» في إحداثٍ خرق ما. لذلك، الحلّ الوحيد هو بتكاتف كلّ المعارضين، ما الهدف واحداً. يوضح طوق أنّ «معركتنا هي من أجل كسر المنظومة السياسية الفاسدة»، ولكن لا يُمكن التحالف مع ويليام طوق أو روي عيسى الخوري، «لأنّ السياسة تُفرقنا». وينفي طوق طلبهم من الوزير السابق إبراهيم الضاهر التحالف معهم انتخابياً.
القوات اللبنانية، التي أبرمت تفاهماً سياسياً مع التيار الوطني الحرّ وشكلت لجنة حوار مع تيار المردة، حليفَي حزب الله، شغلت ماكينتها الإلكترونية ضدّ رياض طوق بسبب صورة جمعته مع النائب السابق جبران طوق. يردّ الإعلامي بأنّه «ليس القوات من يُحدّد من يتصور مع من، فهم الذين يشتمون الناس في الليل، قبل أن يتصوروا معهم في الصباح. الصورة هي مع شخص نكنّ له الاحترام على الصعيد الشخصي، وصُورت بمناسبة خاصة في بشرّي، لا في بنشعي ولا في الرابية».