إعمل للإنتخابات البلدية والإختيارية وكأنها جارية غداً… هذا هو الشعار الذي تعمل وفقه آليات التحضير للإنتخابات البلدية والإختيارية التي يفصلنا عنها نحو شهر تقريباً، إنها إذاً وراء الباب كما يُقال، ومن الخطأ الإعتقاد بأنها لن تجري لأنَّ ما يعيق إجراءها عملاً أمنياً، لا سمح الله، يقلب الأوضاع رأساً على عقب، وفي ما عدا ذلك:
إستعدوا للإنتخابات.
***
المزاج الشعبي العام يريد لهذه الإنتخابات أن تجري، فاللبنانيون لم يعودوا يستسيغون هذا الكَم الهائل من التمديدات على كل المستويات، وحيث لا يصح التمديد يُستعاض عنه بالشغور.
ولكن الإنتخابات البلدية والإختيارية لن تكون نزهةً على الإطلاق ولا سيما في المدن والبلدات الكبيرة. الناس يريدون محاسبة البلديات المُقصِّرة كما في الوقت عينه يريدون الثناء على البلديات التي نجحت.
هناك بلديات ستشهد أم المعارك ما لم تصل المساعي فيها إلى تسويات.
هناك بلديات لن تنجح فيها المساعي لأنها ستكون بدلاً عن ضائع للإنتخابات النيابية.
هناك بلديات سواء حصلت فيها المعارك أم لم تحصل فإنَّ أوضاعها لا تُشجِّع، لأنَّ لا أموال فيها بعدما جُيِّرت كل أموالها إلى سوكلين.
ولكن ما هو الموقف الذي يجب أن يُتَّخذ في موضوع الإنتخابات البلدية والإختيارية؟
حيث ستقع معارك إنتخابية، لا بأس فلتقع معارك إنتخابية.
حيث ستحصل تسويات، لا بأس فلتحصل تسويات.
حيث العائلية ستطغى على الحزبية، لا بأس.
حيث الحزبية ستطغى على العائلية، لا بأس.
المهم في كلِّ ذلك أنَّ الناس سيختارون، فإذا اختاروا الأفضل فإنَّ ذلك سيكون الأفضل بالنسبة إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم، أما إذا اختاروا الأسوأ فإن هذا الإختيار سيرتد عليهم.
***
إن الإنتخابات البلدية والإختيارية ليست حفلة مبارزة ولا صراع ديوك، إنها تنافس من أجل الأفضل والأحسن، فإذا كان الناس لا يريدونها هكذا فإنَّ التبعات تقع عليهم.
البلديات هي أصغر دائرة إدارية بإمكان المواطن أن يباشر التحسين فيها، فإذا لم يعرف كيف يُحسِّن في الدائرة الصغرى فكيف بإمكانه أن يُحسِّن على مستوى القضاء والمحافظة والبلد؟
***
حسناً فعل وزير الداخلية الصديق نهاد المشنوق بأن أقدَم على دعوة الهيئات الناخبة، إنَّ هذه الدعوة ما كانت لتتم لو لم يتم تنسيقها مع الرئيس سعد الحريري، بهذا المعنى يمكن القول وبالفم الملآن إنَّ الرئيس سعد الحريري يريد لهذه الإنتخابات البلدية أن تجري لأنه يريد للناس أن يُسيِّروا أمور قراهم وبلداتهم ومدنهم بالعقلية الإنمائية وليس بالعقلية السياسية التي لا تدخل في شيء إلا وتفسده.
وانطلاقاً من هذا المعطى، إستعدوا.