Site icon IMLebanon

تلوّث الشاطىء بـ«جسيميات بلاستيكيّة» يثير لغطاً في محميّة طرابلس

 

 

أثارت دراسة أنجزها طلّاب فرع الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت حول تلوّث الشّاطىء اللبناني بـ«جسيمات بلاستيكية دقيقة»، ومنها محمية جزر النّخيل في طرابلس، الكثير من اللغط حول ما تضمّنته في ما يتعلق بالمحميّة.

 

 

فقد أشارت الدّراسة التي أنجزها الطلّاب بإشراف أستاذ الكيمياء المساعد في الجامعة، الدكتور إلياس عاقوري، ونشرت يوم الثلاثاء الماضي، إلى «وجود مستويات مثيرة للقلق من المعادن الثقيلة والنّفايات الصلبة والملوّثات الكيميائية السّامة»، كاشفة عن «مستويات عالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المضرّة بالإنسان، تتجاوز معدلاتها المعايير التي حدّدتها المنظمات الدولية»، محذّرة من أنّ «تعرّض الإنسان بشكل مُفرط لهذه المواد، من خلال الابتلاع والاستنشاق وحتى من خلال ملامسة الجلد، يؤدّي إلى الكثير من الحالات الصحية، مثل الربو وسرطان الثدي والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، ومشاكل النمو العصبي».

 

ومع أنّ الدّراسة المذكورة شملت الشّاطىء اللبناني كلّه، فإنّ تساؤلات كثيرة طُرحت حول تسليط بعض وسائل الإعلام تركيز الضوء على المحميّة فقط، برغم أنّها المحميّة البحرية الوحيدة في لبنان وتبعد عن شاطئ البحر نحو 5 كيلومترات وتعتبر أوّل محمية طبيعية في لبنان، منذ إقرارها في 9 آذار 1992، وتبلغ مساحة جزرها الثلاث (النّخيل أو الأرانب، سنني ورامكين أو الفنار) نحو 2.4 كيلومتر مربع، غنّية بالتنوّع السمكي والطيور البحرية، وتعيش فيها حيوانات مهدّدة بالانقراض كالأرانب وفقمة الراهب والسلاحف البحرية، وأنواع إاستثنائية من النباتات والفراشات الملونة، وتعتبر موئلاً للطيور المهاجرة، وفيها بئر للمياه العذبة.

 

رئيس لجنة المحمية، عامر حداد، أوضح في حديث لـ«الأخبار» أنّ الدراسة «شملت كلّ الشّاطىء اللبناني، وليس المحمية فقط»، مستغرباً «تسليط بعض وسائل الإعلام المحلي والعربي الأضواء على المحمية فقط، برغم أنّها أنظف منطقة على طول الشّاطىء، كونها تبعد عنه نحو 5 كيلومترات».

الأخبار()

 

وأشار حداد إلى أنّ «فريق عمل المحمية يقوم دورياً بتنظيف المحمية ومحيطها، وبالتالي فإنّها الأقل تلوّثاً على طول الشّاطىء، كما أنّ الدراسة تحدثت عن تلوث مياه البحر وليس المحمية»، لافتاً إلى أنّه اتصل «بعاقوري مستوضحاً، فقال لي إنّ بعض وسائل الإعلام اجتزأت بعض مقاطع الدراسة وأخرجتها من سياقها».

 

وكان عاقوري قد أرسل تسجيلاً صوتياً إلى حداد (ربطاً مع التقرير) يفيد أنّ الدراسة التي أنجزها الطلاب «تهدف إلى تسليط الضوء على مشاكل التلوّث البحري والنّهري على طول الشّاطىء، وإظهار إلى أيّ مدى تتأثّر المحمية بهذه العوامل، ودعوتنا لإيجاد حلول لتلوث المدن التي تؤثّر سلباً على المحميات البحرية في مدن طرابلس وصيدا وصور».

 

وأوضح عاقوري في تسجيله الصوتي أنّه «لم نقل أبداً إنّ لجنة المحمية مقصرة، بل تقوم بواجبها ونشكر لها تعاونها معنا، ونحن كمجتمع وباحثين نحاول المساعدة في التخفيف من أضرار هذا التلوث، لأنّّ تلوث المعادن تحديداً يؤثّر سلباً على كلّ شيء في الشّاطىء، ويجعل من الصعب على المحميات الحفاظ على ديناميتها».

 

في المقابل، كان مدير مختبر علوم البيئة والحياة في الجامعة اللبنانية، الدكتور جلال حلواني، قد أوضح أن تلوّث المحمية والشّاطىء اللبناني «يعود إلى رمي السفن العابرة في البحر نفاياتها والتخلص منها عشوائياَ وبدون ضوابط، وأنّ التيّارات البحرية الآتية من الجنوب تجلب معها نفايات من مكبات نفايات عشوائية منتشرة على طول شاطىء البحر، فضلاً عن نفايات تأتينا من فلسطين المحتلة».