IMLebanon

وحوش التظاهرة و«صرصور الناعمة»؟!

غريب  كيف تحولت تظاهرة يوم السبت الفائت من حركة راقية الى تحرك وحوش وغوغاء  وديماغوجية يوم الاحد، وعجيب كيف حضرت الحجارة والات خلع الابواب التجارية لمزيد من المواجهة والتعدي  على رجال قوى الامن الداخلي وتحديهم باستفزاز منقطع النظير  من جانب قلة دخلت على خط التجمع الشعبي من مكان قريب امكن نقل الحجارة منه ما ادى الى انقلاب  واضح في الامور جعل من كان مع التظاهر الراقي ينتقد كل من نزل الى الشارع بعد عصر السبت ويوم الاحد، حيث تغير المشهد الشعبي – الحضاري الى مشهد غوغاء القصد منه تدمير كل ما وصلت اليه ايدي البعض؟!

ان اعادة البحث في تشغيل مطمر الناعمة لبعض الاشهر جاء بمثابة حل امثل للخروج من محنة التظاهر، على اساس المقارنة بين وحوش كاسرة سياسيا وامنيا وبين صرصور محصورة مضاره والاوبئة الناجمة عنه، من غير حاجة الى تعميم الكارثة الامنية المرشحة للتفاقم  في حال استمر خيار التظاهرات التي تحولت عن خطها الحضاري والراقي الى خط استفزازي لا يفهم منه سوى غاية التحدي والتوتير للسرقة والاستفزاز!

من هنا بالذات يجب ان يفهم «صرصور مطمر الناعمة»  من غير حاجة الى تحدي اهالي المنطقة التي ما كادت تتنفس هواء طبيعيا جراء وقف العمل بالمطمر هناك، ثم عادت اليها الكارثة الصحية وكأنها الحل الامثل الذي لا بديل له بالنسبة الى مشكلة النفايات التي ما بعدها مشكلة، باعتراف جميع من عاش وعايش تحول المناطق والشوارع الى مكبات مكشوفة  لا مجال لمعالجتها قبل ان تتضح نتيجة المناقصات التي تحتاج بدورها الى زهاء ستة اشهر لتعمل بصورة شبه طبيعية؟!

والذي يقول او يرى غير ذلك يكون على خطأ لان البديل لانهيار الامن ليس حالا قليلة الخطر، لان انساننا في مناطق معينة يفضل ان يسرق وان يدمر على ان يظهر غضبه بشكل حضاري وراقٍ، كما حصل في ساحة رياض الصلح يومي السبت والاحد، حيث ظهر البعض وكأنه يتطلع الى فسحة ضياع الامن ليمارس السرقة والفلتان والتحدي، بعكس كل ما هو مطلوب لتحقيق معالجة سليمة لمشكلة النفايات ولغيرها من المشاكل التي تهدد لبنان بحاضره ومستقبله واقتصاده وماليته جراء التعميم الذي بلغته في اكثر من مكان وزمان (…)

ومن الضروري القول في هذا المجال، ان الحكومة مسؤولة عما حصل ويحصل مثلها مثل الحكومات التي تعاقبت على الحكم من غير ان تحسب حسابا لكل ما هو مطلوب ووجود لمعالجة الازمات المتعاقبة من نفايات وكهرباء وماء وطرق وانهر من الذي تحول اخيرا الى مجاري للاوساخ مثلها مثل مجارير الصرف الصحي، من دون ان ننسى كل ما له علاقة بالشؤون الاقتصادية والصحية والتربوية اي اننا في زمن فلتان سياسي يقتصر الاهتمام فيه على ما فيها من خلافات بين السياسيين ممن هم في الحكم وخارجه؟!

كذلك، هناك مشكلة اساسية في مقدم كل ما عداها اسمها انتخابات رئاسة الجمهورية، بما في ذلك الانتخابات النيابية بعدما يشبه اللعب على الدستور جراء التمديد للمجلس النيابي مرتين والامر الذي اورث السلطة التشريعية شللا مخيفا انعكس على حال الحكومة مباشرة وعلى احوال البلد عموما، اضف الى ذلك اننا اصبحنا في دولة من دون مؤسسات، مع العلم ايضا ان سياسيينا يتسابقون على التنديد ببعضهم لمجرد المحافظة على مكاسبهم التي تحولت الى تجارة مربحة تتطور تباعا بالاتجاه الذي يدمر الحياة العامة في لبنان!

وفي عودة الى التظاهرات التي حصلت يومي السبت والاحد، فانها لو ظهرت في دولة تحترم نفسها، لما ظلت الحكومة مكانها ولا ظل وزير مطرحه، والمؤكد ان ما تردد عن ان التحقيق سيطاول من تسبب بأذية الناس لن يحصل لان الغوغاء في مرحلة لاحقة قد غطى مساوئه سوى الانضباط الامني الذي  ظهر في بعض اوقات وامكنة التظاهر، مع ما يعنيه الفلتان الذي ظهر من جانب من دخل على خط المتظاهرين للتستر على السرقة والغوغاء بصورة فاضحة؟!

وفي حال تقرر فتح مطمر الناعمة، لا بد من القول ان هذه الحكومة ستكون مطالبة بايجاد مخرج حضاري لازمة النفايات ولغيرها من الازمات، حيث لا يعقل ان يبقى لبنان من دون رأس يتولى الرئاسة الاولى من دون مجلس نيابي منتخب من الشعب في اقرب وقت ممكن، حتى ولو اقتضى الامر تقديم نصف النواب استقالاتهم لاجبار الحكومة على اجراء الانتخابات على امل ان يستقيم الوضع السياسي في البلد؟!