يقول ديبلوماسي عربي لو أن الدول المعنية عجلت في حل الأزمة السورية لما كان استمرارها اشعل حروباً داخلية تحولت حروب الآخرين على أرضها، ولا كانت التنظيمات الارهابية والتكفيرية أطلت برأسها وأخذت تتمدد في المنطقة وتهدّد ليس أمن الدول فيها إنما أمن دول العالم فتقرر مواجهتها باقامة تحالف دولي.
لذلك لن يكون حل للفوضى العارمة التي تسود دولاً في المنطقة ما لم يستعجل الحل في سوريا، وهو ما جعل روسيا تتحرك بحثاً عن هذا الحل، وجعل الائتلاف السوري المعارض يرص صفوفه بعدما فرقتها الخلافات وافقدته فاعليته، وجناحه العسكري يتوحد أيضاً استعداداً للدخول في حوار مع المعارضة السورية الداخلية توصلاً الى اتفاق على رؤية مشتركة لمستقبل سوريا، اذ لا سبيل الى جعل الرئيس بشار الأسد يتخلى عن السلطة ما لم يتم التوصل الى اتفاق بين المعارضين في الداخل وفي الخارج على حكم بديل لئلاً تدب الفوضى في سوريا كما دبّت في دول عربية بسبب صراع القوى المتعددة فيها على السلطة وعلى النظام الذي ينبغي اعتماده، خصوصاً ان الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الاوروبي باتت مقتنعة بأن لا مصلحة لأحد في جعل الرئيس الأسد يتنحى عن السلطة قبل ان يكون قد تمّ التوصل الى اتفاق على حكم بديل، وهو ما جعل المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دوميستورا يقول إن الأسد سيكون جزءاً من الحل، ويقصد الحل الأولي وليس النهائي الذي يقرره الشعب السوري.
الى ذلك، يقوم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا بزيارات لعدد من الدول الصديقة والشقيقة بهدف التوصل الى اتفاق على دعم المعارضة الخارجية وبعد التفاهم مع المعارضة الداخلية والقوى التي ستشارك في البحث عن صيغة حل للأزمة المتفاقمة في سوريا كي يصبح في الامكان طلب تخلي الرئيس الأسد عن الحكم، وإلا ظلت الحرب سجالاً في سوريا ولا نهاية لها، والارهاب يضرب فيها وفي كل مكان في المنطقة وخارجها.
لقد باتت الدول المعنية بأوضاع المنطقة على اقتناع بأن يبدأ اطفاء نار الارهاب في سوريا ليصبح في الامكان اطفاؤها في كل المنطقة ولا تظل جسر عبور للارهاب الى دول العالم. فمتى قام في سوريا حكم جديدتشارك فيه كل القوى السياسية الأساسية ليكون قادراً على فرض الامن والاستقرار، ولا يعود في استطاعة أي دولة ان تتخذ منها نقطة انطلاق للتدخل في شؤون دول أخرى، وان أول من ينعكس قيام هذا الحكم الجديد ايجاباً عليه هو لبنان. ومن دون ذلك فان اشتداد صراع المحاور يصبح قادراً على تهديد أمن دول الخليج انطلاقاً من استمرار الحرب في سوريا وسيطرة الحوثيين في اليمن وتحريك المذهبية في البحرين وفي غير دولة.
لذلك بات من مصلحة كل دولة في المنطقة ومن مصلحة كل دولة معنية التعجيل في ايجاد حل للحرب السورية التي لن يكون فيها غالب ومغلوب، بل يكون المغلوب، اذا طالت، هو الشعب السوري، والغالب هو الدمار والخراب. فهل يتعاون الجميع بصدق على انهاء الحرب في سوريا بالتوصل الى حل سياسي عادل ومتوازن ما دام الجميع يعلن أن لا حل عسكرياً لما يجري في سوريا.
وفي المعلومات ان هذا الحل يبدأ بتحقيق وحدة الصف داخل الائتلاف السوري المعارض وداخل الفصائل العسكرية في “الجيش السوري الحر” كي يكون للمساعدات التي تتلقاها جدوى وفاعلية، على أن يتحقق التقارب والتفاهم مع المعارضة السورية الداخلية توصلاً الى اتفاق على سوريا المستقبل ينهي الحكم الحاضر ويمحو آثار الماضي.
وعندما يتحقق ذلك يصير في امكان الدول المعنية في المنطقة وخارجها التوصل الى اتفاق على ما يكون قد اتفقت عليه معارضة الداخل ومعارضة الخارج السوريتان، الا ان بعض المراقبين لا يرى سهولة في التوصل الى حل للحرب السورية ما لم يكن قد تحقق التقارب الأميركي – الايراني الذي يكون المدخل لتحقيق تقارب ايراني – سعودي. فهل تكون سنة 2015 سنة بداية الانفراج في المنطقة لأن الانفجار لن يكون فيه غالب سوى الدمار والخراب، والمغلوب هو الشعب.