Site icon IMLebanon

بيك الأصالة والحداثة.. وداعاً

بغياب «البيك الثائر» نفتقد شخصية مناضل فذ، تمرّد باكراً على الإقطاعية السياسية، وغلب القيود الطائفية، وخاض غمار حركة تقدمية، جمعت بين الوطنية والقومية، وزاوجت بين المسيحية والعروبة.

لم تبهره المناصب، ولم تغره المكاسب، وأصر على البقاء مع الناس الذين آمن بقضيتهم، يشاركهم أحلامهم، ويعاني آلامهم، ويكابدهم مشاكلهم.

اعتبر يوم 14 آذار تاريخ ولادة لبنان الدولة الواحدة، والسيادة الكاملة، والحرية الشاملة.

ولكن صدمته بتصدّع الدولة، وانتهاك السيادة، ومصادرة الحرية، والانجراف نحو انقسامات طائفية ومذهبية، عامودية وأفقية، ضاعفت معاناته مع المرض، وأضعفت اندفاعه لمتابعة مسيرة، لم يُحسن الرفاق صيانة صفوفها، والحفاظ على تماسكها.

عاند حتى الرمق الأخير الصراعات الأنانية بين أبناء الجبهة الواحدة، وعندما طرح مشروع البرلمان لشباب 14 آذار وقف الجميع ضده، صفاً واحداً، وموقفاً رافضاً! فآثر ترك الميدان بكبرياء ابن البيت الأصيل.

سمير فرنجية قد يكون من حسن حظك أنك غادرتنا.. قبل أن ترى بؤس الأيام القادمة.

وداعاً يا بيك الأصالة والحداثة.