فتحت حادثة اطلاق احد المطلوبين الفلسطينيين في مخيم البداوي الرصاص من مسدسه الحربي باتجاه نقطة للجيش اللبناني في محيط المخيم، أمس الأول، الباب واسعاً امام جملة من المخاوف من إمكان وجود سيناريوهات توتير على خلفية الطوق الأمني المشدّد الذي يفرضه الجيش من أجل تسليم ما تبقى من مطلوبين في الإشكال الأمني الذي وقع في عيد الأضحى في مدينة الملاهي المتاخمة للمخيم، فضلا عن مطلوب اخر في قضية مختلفة تتعلق بمشاركته في القتال في سوريا الى جانب المعارضة المسلحة.
وجاءت حادثة اطلاق الرصاص، ليل امس الاول، من قبل المطلوب (ش.ش) الذي تم تسليمه على الفور من قبل الفصائل الفلسطينية الى الأجهزة الأمنية اللبنانية، لترفع من منسوب الخوف الذي كان ينتاب ابناء المخيم بعد تكثيف الجيش لاجراءاته وما كان رافق ذلك من ردات فعل داخل المخيم تمثلت بتنظيم تحركات احتجاجية، استوجبت اتخاذ خطوات ميدانية من خلال تدعيم الحواجز العسكرية منعا لخروج اية مظاهرات في مواجهة عناصر الجيش المنتشرين في محاذاة مداخل المخيم.
واذا كانت «الفصائل» ومعها معظم فاعليات المخيم قد حرصت على وضع الحادثة في اطار ردة فعل فردية من قبل المطلوب (ش.ش)، الا انها دقت ناقوس الخطر، خصوصا ان اطلاق الرصاص كان يمكن له ان يستدعي ردا من الجيش، بما يصعب معه التكهن بالنتائج، في ظل الشحن الذي يعيشه المخيم منذ ايام عدة على وقع كمٍّ هائل من الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتبناها البعض على انها معطيات توحي بوجود مخطط لتوريط المخيم في اشكال امني بغية تنفيس الوضع اللبناني المحتقن سياسيا.
وما يزيد من المخاوف ايضا ان المخيم لم يكن يوما خارجا عن سيطرة الدولة، وهو تميز بتعاونه مع مختلف الاجهزة الامنية، واخرها في ما خص ملف المطلوبين بحادثة مدينة الملاهي حيث شكلت الفصائل عنصر ضغط عليهم ما دفع اثنين منهم الى تسليم نفسيهما طوعاً عن طريق وسيط لبناني، اما من بقي من المشاركين في الاشكال فهم اثنان واحد يخضع للعلاج من اصابته والثاني تم تسليمه امس الاول، في حين يبقى ملف المطلوب بالقتال في سوريا (ش. خ.) الذي تؤكد المعلومات ان الشيخ ماهر حمود دخل على خط المعالجة، بهدف تسليمه للاجهزة الأمنية.
وبحسب المعلومات فان (ش.خ) لا توجد بحقه اية مذكرة توقيف لبنانية، وكان القي القبض على شقيقه قبل عشرة ايام، ووضعت العائلة اطلاق سراحه شرطاً اساسياً لتسليمه، خصوصا ان الاول لا توجد بحقه اية مذكرة توقيف، ومن المتوقع ان يخرج اليوم من السجن.
وأوضحت مصادر فلسطينية ان هناك بعض المطلوبين في أعمال غير ارهابية، وسوف يتم انهاء ملفاتهم قريبا، اما المطلوب (ش. خ.)، فان ملفه قيد المعالجة وسوف ينتهي في القريب العاجل.
وأكدت المصادر ان اقفال ملف هؤلاء المطلوبين سينهي الازمة القائمة، وسوف تعود الامور كما كانت عليه سابقا، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية لم تطلب اي شخص اخر غير هؤلاء، ولم يتم التطرق الى ملف بقية المطلوبين والذين لا يوجد بينهم اي مطلوب بملفات إرهاب.