Site icon IMLebanon

بدنايل تُبعد الأحزاب: المعركة بين أبناء العمومة

فرضت حماوة المشهد الإنتخابي بين عائلات بلدة بدنايل البقاعية على كل من حزب الله وحركة أمل «الحياد والمراقبة من بعيد». فبعدما توافق التنظيمان على تقاسم أعضاء المجلس البلدي (10 للحزب من بينهم الرئيس وخمسة للحركة من بينهم نائب الرئيس)، دفع احتدام الصراع على الرئاسة بين»أبناء العمومة» في عائلة سليمان بحزب الله وأمل إلى الوقوف على الحياد، في المعركة التي تشير مقدّماتها الى أنها ستكون «حامية» بعد فشل كل الطروحات التوافقية.

وهي المرة الثانية التي تبعد العائلات الأحزاب عن معركتها الإنتخابية، وقد أثمر ذلك في الدورة البلدية السابقة مجلساً نال رضى سائر أبناء البلدة.

ويناهز عدد ناخبي بدنايل الستة آلاف، ويفوق عدد عائلاتها الـ 40، أكبرها عائلة حيدر ــــ الحاج سليمان التي تمثل بأجبابها الأربعة نحو نصف سكان البلدة، فيما تتقاسم النصف الباقي العائلات الأخرى و»المجنسون التركمان» في الشحيمية في سهل البلدة. وبحسب العرف، تحصل عائلة سليمان على ثمانية اعضاء في المجلس المؤلف من 15 عضواً، من بينهم الرئيس، فيما تحصل باقي العائلات على 7 أعضاء بينهم نائب الرئيس.

وقد فشلت مساعي التوافق التي حاول الحزب والحركة رعايتها، لتتجه الأمور نحو منافسة بين لائحتين، إحداهما مكتملة ويشارك فيها رئيس البلدية الحالي علي جواد سليمان، والثانية لا تزال قيد التشكيل ويرأسها المهندس محمد نور سليمان. وأكد الأخير رفضه للتوافق وطرح «مبدأ المداورة على الرئاسة ثلاث سنوات بينه وبين رئيس البلدية الحالي»، مستغرباً العمل في مجلس بلدي «لا انسجام بين أعضائه، رغم اندراج الجميع تحت سقف المقاومة». ولا ينفي سليمان إنجازات المجلس البلدي الحالي ونجاح رئيسه في إنجاز عدد من المشاريع الخدماتية، لكنه يشدد على أن مشروعه الإنتخابي يتضمن «أفكارا تنقل المجلس البلدي إلى مصاف المؤسسة التي تضم دوائر قانونية ومالية، مع تفعيل العمل التطوعي في تلك الدوائر بمحامين ومهندسين من أبناء البلدة، وتنفيذ مشاريع تعود بالإيرادات على البلدة ومنها الأملاك العقارية للبلدية التي يمكن استثمارها بالشراكة مع القطاع الخاص، ومشاريع إقامة نواد للمتقاعدين ومجمع ترفيهي مع إدارة النفايات كطاقة بديلة». ويلفت الى أن «البعض يعمل لست سنوات، فيما نسعى لطرح مشاريع لخمسين عاماً مقبلة تعود بالايرادات على البلدة».

رئيس البلدية الحالي يؤكد أن عائلات بدنايل حيّدت الأحزاب والتيارات السياسية عن المعركة الإنتخابية، وعادت إلى «عصبيتها العائلية وستختار بحرية». ودعا «المتمولين في البلدة الى عدم ممارسة ضغوط على الناخبين وترك الحرية لهم في الإقتراع». وبرر فشل التوافق بين اللائحتين باعتراض الطرف المنافس على القسمة التي اعتبروها «غير سليمة، وهو ما دفعنا الى توقيع ميثاق شرف يمنع استعمال الشعارات الحزبية والتشنجات في البلدة».

ويزيد عدد ناخبي عائلة الحاج سليمان ــــ حيدر (أجباب سليمان وأبو اسماعيل وأبو ملحم وأبو حسين) على 2000، ويأتي بعدها في التراتبية العددية عائلات «المجنسين التركمان»، الذين يقطنون محلة الشحيمية في سهل بدنايل، (باظان والعلي ورمضان والأحمد والمحمد والحميري) وعددهم 533 ناخباً ويمثلون قوة وازنة. وفي وقت تؤكد مصادر في لائحة المهندس محمد نور سليمان اعتماد لائحة علي جواد سليمان «على المجنسين» للفوز بالمجلس البلدي، يشدد رئيس البلدية على أن «مركز الثقل» في لائحته يعود إلى كل بدنايل بعائلاتها «الحيدرية» (نسبة لعائلة حيدر ــ الحاج سليمان)، وإلى غالبية أبناء عائلات بدنايل «غير الحيدرية»، مع غالبية أبناء الشحيمية. «الأخبار» قصدت الشحيمية والتقت عدداً من ابناء عائلاتها، وأكد محمد باظان أبو أدهم أن «لدى الناخبين الحرية في اختيار مرشحيهم، من اللائحتين، لكنه شدد في المقابل على «معاناة» أهل الشحيمية مع البلديات السابقة، ما خلا البلدية الحالية التي كانت إلى جانب الشحيمية في خدماتها الإنمائية ومناسباتها الإجتماعية، «ورئيس البلدية الحالي خدوم وبيستاهل كل خير».