Site icon IMLebanon

417 ألف خلية نحل في لبنان

 

ترتبط تربية النحل في أذهان اللبنانيين عموماً بكونها أقرب إلى هواية منها إلى تخصّص، وهذا قد يكون صحيحاً جزئياً. إذ أنّ نسبة كبيرة من مربّي النحل يمارسونها كمهنة هامشية تؤمّن لهم مداخيل إضافية. ولكن للنحل أيضاً دوراً في الحفاظ على التنوّع البيولوجي، وحوله يمكن أن يُولد اقتصاد أوسع. وفي هذا الإطار يمكن وضع إهتمام الإتحاد الأوروبي بتحفيز مبادرات حول اقتصاد النحل، عبر برنامج مِنح أطلقه في خمس دول بالتعاون مع شركاء. وقد اختار أن يكون شريكه في لبنان غرفة التجارة والصناعة والزراعة في البقاع التي أطلقت البرنامج بالتعاون مع وزارة الزراعة.

 

MedBeesinessHubs برنامج يشمل إلى لبنان كلاً من قبرص، مصر، فلسطين وإيطاليا، ويهدف «للمساهمة في تطوير إقتصاد متوسطي فعلي للنحل، يربط تجمّعات البلدان الخمسة ببعضها البعض. وبالتالي يذهب إلى أبعد من إنتاج العسل وبيعه، نحو تشجيع منتجات جانبية كصناعة مستحضرات التجميل، الهدايا التذكارية المصنعة يدوياً، وأيضا تعزيز سياحة النحل».

 

أمّا الهدف البيئي الأشمل للمشروع فهو «تشجيع مجموعات النحل على العودة إلى حيث تنتمي» خصوصاً أنّ البرنامج انطلق من تلمّس للإنخفاض الحاد في أعداد النحل.

 

وإنطلاقاً من هنا يحفّز البرنامج «خلق أو تطوير شركات صغيرة ومتوسطة، وجمعيات ناشطة في إقتصاد النحل، بهدف ترك تأثير ملموس وطويل الأمد في المناطق الريفية، يساهم في تعزيز القدرات التنافسية والإستدامة والوصول الى أسواق إضافية، وبالتالي يخلق فرص عمل للشباب والنساء». يبلغ حجم المنحة التي سيحصل عليها كل شاب يتراوح عمره بين 20 و45 سنة، أو سيدة، او مؤسسة أو تعاونية تتقدّم بمشروع مقبول للبرنامج، بين ألفين وخمسة آلاف يورو. وقد عقدت في غرفة التجارة حلقة إفتراضية مع نائب مدير الغرفة سعيد جدعون بهدف تعريف المهتمّين بكيفية الإستفادة من هذه المنحة، التي حدّدت من خلالها آخر مهلة لتقديم المشاريع في 10 أيار المقبل. كما جرى تعريف المشاركين على البوابة الإلكترونية والمعرض الإلكتروني اللذين جرى تطويرهما من خلال البرنامج لتسويق منتجات النحل والعسل على مستوى البحر الابيض المتوسط، وخلق تناغم بين الشركاء المشاركين في المشروع في البلدان الخمسة.

 

وقد تضمّن البرنامج أيضاً إعداد دورات تدريبية للنحّالين، لتعزيز معرفتهم وقدراتهم حول تحويل منتجات النحل والعسل الى منتجات ذات قيمة مضافة، ولتطوير عدّة العمل من الناحية المالية والادارية.

 

كما وضع البرنامج في مرحلته الأولى دراسة لقطاع تربية النحل في لبنان، حيث تبيّن أنّ نحو 10825 ربّ أسرة في لبنان، النسبة الأكبر منهم في منطقتي الهرمل وعكار، يتابعون مهمّة تربية النحل. ويملك هؤلاء أكثر من 417 ألف خلية يتواجد القسم الأكبر منها في منطقتي المنية – الضنية، وفي جبيل. ووفقاً لهذه الارقام أيضاً يتوزّع النحّالون بحسب فئاتهم بين هواة، وهؤلاء ممّن يملكون بين خلية وعشر خلايا فقط ويمثّلون نحو 25 بالمئة من عدد النحالين الوطنيين، فيما لا تشكّل خلايا النحل التي يملكونها مجتمعين سوى نسبة أربعة بالمئة من خلايا النحل الوطنية. بينما يمثّل النحالون على نطاق الأسرة نحو 57 بالمئة من العدد الإجمالي للنحّالين، ويملكون 42 بالمئة من خلايا النحل.

 

أمّا فئة مربّي النحل على نطاق متوسط فلا تشكّل سوى 13.57 بالمئة من مجمل عدد مربّي النحل المحليين وتمتلك 30 بالمئة من عدد خلايا النحل الوطنية. ولا تتعدّى نسبة مربّي النحل الكبار الـ 3 بالمئة يملك هؤلاء نحو 18% من إجمالي عدد خلايا النحل في لبنان.