Site icon IMLebanon

الشمندر السوري والتركي يسابق اللبناني في السوق العكّاري

 

 

تعدُّ زراعة الشمندر من الزراعات الحديثة التي دخلت عكار في السنوات الأخيرة، حيث وجد فيها المزارع ضالته وتعويضاً عن زراعات ومواسم تقليدية كالبطاطا والقمح وغيرهما، كونها بحاجة إلى كلفة وسماد وعناية أقل، ولا يحتاج نضوجها إلى وقت طويل، وبالتالي هي قادرة على تحقيق الأرباح بأقلّ تكاليف.

 

لجأ المزارع العكّاري إلى الشمندر ليخفّف من خسائره في البطاطا، خصوصاً وأنّه يمكن أن ينضج بعد أقل من شهرين على زراعته، خلافاً للبطاطا وهي تحتاج إلى حدود 5 أشهر وتزرع باستمرار وعلى مدار السنة. وما هي إلا مواسم قليلة حتى شكّلت الزراعة التي دخلت سهل عكار منذ نحو 4 سنوات، عبئاً إضافيًا عليه كغيرها من المواسم. ومع أن الشمندر من الزراعات الجديدة على المنطقة إلا أنها ومن بداياتها بدأت تعاني المضاربة الخارجية لا سيما من الشمندر السوري والتركي وقد دخل إلى السوق العكاري مع موعد نزول الشمندر المحلي وبأسعار أقل، ما اعتبره المزارعون استهتاراً من الدولة ووزارة الزراعة بهم وبمواسمهم كونها لا تضع روزنامة زراعية تحمي المزارع من المضاربة وتحافظ على مواسمه.

 

في هذا الموسم زرع المزارعون أراضيهم بالشمندر، فباغتهم ارتفاع أسعار المازوت لريّه، إلى جانب عدم قدرتهم على شراء الأسمدة وتأمين اليد العاملة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، ما شكّل أزمات إضافية إلى أزمتهم السابقة مع المضاربة وقلّة التصريف. وبينما يستعدّون لطرحه في السوق نزل الشمندر التركي إلى الأسواق، في حين أن الكيلو منه يباع في سوق عكار بـ 8 آلاف ليرة بينما كلفته على المزارع في أرضه حوالى الـ 10 آلاف ليرة.

 

علي السيد من بلدة القليعات يعتبر أن «المزارع وصل إلى أسوأ أوضاعه، وإلى أيام لم يتخيّل أن يصل إليها وبينما يفكر كيف يتمكّن من الصمود لا تقوم الدولة بأي خطوة أو تدبير أو مبادرة لحمايته أو لإسناده في وقت تعسّره». ويقول: «مع أننا لا نجيد إلا الزراعة، سنضطرّ مرغمين للتوقّف بسبب معاناتنا ولا نجد من يقف إلى جانبنا».

 

ليس من وضع أسوأ من أي يصل فيه المزارع إلى مرحلة لا يستيطع معها حتى أن يروي أرضه فيموت زرعه من العطش. ويطالب المزارعون الوزير عباس الحاج حسن بزيارة المنطقة والإطلاع على معاناتهم عن كثب، كذلك يطالبون الدولة بتطبيق الروزنامة الزراعية وعدم السماح بدخول مواسم من الخارج في أوقات طرح المواسم المحلية في الأسواق. إنّهم يجدون في هذه الخطوات نوعاً من الدعم والمساعدة في حال طُبّقت، وإلا فإن الشمندر وبعده البطاطا وأي موسم قد يُزرع سيلاقي المصير نفسه.