المعركة البلدية هي لبنانية بامتياز.
والطروحات خلالها جديدة.
وإن كان لا خلاف بين الإنماء والسياسة.
وكثافة اللوائح الانتخابية، في طرابلس خصوصاً، وفي الكثير من الأقضية، مؤشر الى أن الناس منفتحون على الاختيار، وليسوا معقدين أمامه.
صحيح أنَّ في بعض المدن والبلدات، انجذاباً الى المنافسات، فهذا عامل خير، لا عامل سوء.
وما حدث في بيروت لا يعيب ارادة المناصفة، وإن تعرضت للخرق، لأن المهم أن تكون هناك ارادة مع المناصفة، وأن تكون ثمة معارضة لها، للوقوف على حقيقة تفكير المواطن، وتوجهاته السياسية، وميوله الشعبية والانسانية.
واللبنانيون كانوا مع سعد الحريري في دفاعه القوي عن المناصفة، ومع العلمانيين، اذا عبروا عن حريتهم في الاختيار.
وبين العلمانية والطائفية أحياناً، ترتسم صورة الحقيقة.
كان الحوار المتلفز، بين أركان اللوائح السياسية، أو الانمائية مفيداً، الى حد عبر فيه المرشحون عن تطلعاتهم الانمائية بلباقة وادراك لمغزى المعركة، الا ان ما عبرت عنه السيدة رشا فايز سنكري، على شاشة المؤسسة اللبنانية، كان إذكاء للفكر والعلم والادراك، لأبعاد الغاية الكامنة وراء الانتخابات على معظم الصعد، في الميادين العامة والخاصة.
ليس لأحد من الناس، أن يُنكر حاجته الى الانصاف، واصراره على الحقوق الانسانية لكل فريق.
لكن التعبير عنه بصدق وأمانة هو المطلوب، وهو ما عبّرت عنه السيدة رشا فايز سنكري، وهي صحافية، وكريمة صحافي كبير في العاصمة الثانية التي تشهد الأحد الحلقة الأكثر أهمية في المراحل الانتخابية.
والأصالة حيناً، والإعاقة أحياناً، والسلامة دائماً، هي جميعاً منابر اصلاحية، للمرافق العامة والخاصة.
لا أحد ينكر أن الانتخابات البلدية، كانت مفاجأة العصر الجديد، لأن اللبنانيين ناموا على تأجيلها، وأفاقوا على اجرائها، وهذه علامة ممتازة تسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق.
وهذه علامة مميزة للانتخابات البلدية، لأن غيابها، أو تغييبها، كان جرحاً في عقول الناس والضمائر.
لا بل إنها شهادة صارخة لصالح اجراء الانتخابات النيابية بعدما يئس الناس من التمديد.
ولعل التمديد مرتين للمجلس النيابي الحالي، هو من أبرز عيوب النظام البرلماني الحالي، الذي لا عيب فيه الا سريان التمديد، بين وقت وآخر، على حساب الحياة السياسية.
ومن بيروت العاصمة الأولى، الى طرابلس العاصة الثانية، مروراً في صيدا العاصمة الثالثة، وزحلة العاصمة الرابعة، تكتمل الأحد مسرحية تبحث عن مخرج في بحر العيوب السياسية الراهنة.