لقد بدأت حرب 1982 بالصواريخ يوم أتهمت إسرائيل سوريا بأنها نصبت صواريخ «سام 6» في البقاع، وجاء الى لبنان والمنطقة فيليب حبيب، وسيطاً، وفشل في وساطته ونشبت الحرب.
واليوم نتمنى ألاّ يعيد التاريخ نفسه خصوصاً وأنّ «اللهجة» التهديدية متصاعدة بين إيران وأميركا.
فقبيل زيارتين متوقعتين الى المنطقة يقوم بهما كل من «الرجل القوي» في إدارة ترامب، بولتون ووزير الخارجية بومبيو، سارعت واشنطن الى تصعيد موقفها ضدّ طهران، في وقت أعلن رسمياً أنّ الزيارتين المشار إليهما أعلاه تهدفان الى بحث المسألة السورية، خصوصاً ما سُمّي، رسمياً، في الولايات المتحدة بأنها «استفزازات إيران».
فقد حذر وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو إيران من انتهاك القرار الأممي الرقم 2231 بإطلاق صواريخ الى الفضاء مستخدمة تكنولوجيا الصواريخ البالستية ما استدعى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الى الإسراع بالرد واتهام واشنطن بأنها هي التي تخرق القرار الأممي، بعد إلغاء الاتفاق النووي بين إيران وباراك أوباما بأن واشنطن هي التي خرجت على الاتفاقات.
ولم تكتفِ أميركا بالتحذير الصادر عن وزير الخارجية إنما عززته ببيان وزارة الخارجية معلنة أن إيران سوف تطلق ثلاثة صواريخ خلال الاشهر المقبلة على مدار الارض مستخدمة تكنولوجيا مماثلة تماماً للصواريخ البالستية عابرة القارات.
وأكدت أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تراقب سياسات النظام الايراني المدمرة التي تضع الاستقرار والامن الدوليين في خطر… ونصح بومبيو الايرانيين بإعادة النظر في عمليات إطلاق الصواريخ «الاستفزازية»، مشدداً على وقف الأنشطة كافة المرتبطة ببرنامج إيران البالستي في حال أرادت إيران تجنّب المزيد من أزماتها الاقتصادية والديبلوماسية.
واستناداً الى المعلومات التي وردت في موقع «فوكس نيوز» الاميركي فإنّ إيران أوعزت الى «حزب الله» بسحب جميع مقاتليه من سوريا ونشرهم على الحدود مع إسرائيل، وأنّ «الحزب» نشر أكثر من 34 بطارية صواريخ إيرانية على طول الشريط الحدودي وحول المدن والقرى.
إنّ هذه التطورات تنذر بأنّ المنطقة، خصوصاً لبنان، قد تكون متجهة الى مهب رياح عاصفة شديدة، بل إنّ تقارير عديدة تشير الى أنّ هذه العاصفة ستهب قبل منتصف شهر كانون الثاني الجاري.
فهل هناك من يتعظ، في المنطقة عموماً وفي لبنان خصوصاً، بعبر الماضي وبما يمكن أن تحمله من حروب ودمار خصوصاً خسائر بشرية تُدفع فقط من أجل إرضاء إيران وحكامها الذين رافق نظامهم، منذ قيامه حتى اليوم، مسلسل من الحروب والمآسي شملت غير واحد من البلدان العربية، وبالذات لبنان الذي دفع الثمن باهظاً؟!.
عوني الكعكي