IMLebanon

بداية النهاية

 

اللبنانيون بأكثريتهم الساحقة، بل كل اللبنانيين انتظروا وما زالوا ينتظرون ما سيدلي به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من معلومات حول علاقة ودور النظام السوري في التخطيط والتدبير وتنفيذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإن كان رئيس التقدمي قال في اليوم الأوّل كلاماً خطيراً عن الكره الشديد للرئيس الشهيد من رئيس النظام السوري أو ما تبقّى منه بعد مرور أكثر من أربع سنوات على انطلاق ثورة الشعب السوري واقراره بأن الضباط السوريين الذين اغتيلوا او قتلوا لو قدر لهم ان يمتثلوا امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لشهدوا بمسؤولية لبشار الأسد المباشرة عن اغتيال الشهيد الحريري، معتبراً ان السبب الرئيسي لاغتيالهم هو انهم كانوا من ضمن المسؤولين السوريين الذين شاركوا في التدبير والتخطيط للاغتيال الذي شكل ضربة قاسية لهذا النظام الشمولي الذي لا يعرف غير القتل والاغتيال والتدمير، والسؤال الذي يطرح بعد الشهادة التي أدلى بها جنبلاط امام محكمة لاهاي حول مسؤولية النظام القابع في العاصمة السورية في اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط ورئيس حكومة لبنان الأسبق الشهيد رفيق الحريري، هل تكتفي المحكمة بشهادة رئيس الحزب التقدمي لكي تشكّل قناعتها بأن بشار الأسد ونظامه مسؤولان عن هذين الاغتيالين وعن الاغتيالات الاخرى التي نفذت ضد قيادات سياسية وصحافية في فريق 14 آذار الذي نجح بعد اغتيال الرئيس الشهيد في إخراج النظام السوري وتحرير لبنان من وصايته التي قبضت على لبنان مُـدّة تزيد على الخمس عشرة سنة وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في هذا البلد.

أصبح من الثابت بعد شهادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي امام محكمة لاهاي ان النظام السوري وبشار الأسد يتحملان مسؤولية اغتيال الشهيد رفيق الحريري والشهداء اللبنانيين الآخرين، وهو نفسه أي النظام السوري يتحمل مسؤولية اغتيال الشهيد كمال جنبلاط وعلى المحكمة ان تأخذ هذه الشهادة بعين الاعتبار وتكوّن قناعة بعدما استمعت إلى عدّة شهود بارزين من المقربين للرئيس الشهيد، كالرئيس فؤاد السنيورة والنائب مروان حمادة والنائب عاطف مجدلاني وغيرهم وغيرهم من المقربين للرئيس الشهيد بأن بشار الأسد ونظامه يتحملان مسؤولية الاغتيالات التي حصلت في لبنان في ظل الوصاية السورية التي دامت عقداً ونصف العقد من الزمن في حكم هذا البلد بصورة مباشرة، ولم يبقَ امامها سوى ان تصدر الاحكام وفقاً لهذه القناعة قبل سقوط النظام السوري الذي يتهاوى بحكم ضغط المقاومة الشعبية في الداخل وبناءً على شبه الإجماع الدولي على انه لم يعد هناك مكان لبشار الأسد في أية تسوية سياسية للأزمة السورية التي مضى عليها حتى الساعة أكثر من أربع سنوات استطاعت الثورة الشعبية السيطرة على ثلثي سوريا وبقي النظام متمترساً في العاصمة دمشق بمساعدة النظام الإيراني وربيبه في لبنان حزب الله ودعم بعض الدول الخارجية كالاتحاد السوفياتي الذي تجمع المعلومات على حصول تبدل في تأييده لهذا النظام ولبقاء بشار الأسد في سدة الرئاسة الأولى يتابع بواسطة الطائرات الروسية الصنع والبراميل تدمير سوريا وقتل شعبها المصر على إسقاط النظام وتحرير بلده من آل الأسد الذين حكموهم بقوة القتل والاغتيالات طوال أكثر من أربعة عقود من الزمن.