Site icon IMLebanon

ما خلف الستار الرئاسي

الإستنتاج الأبرز من كلام المرشح الرئاسي سليمان بك فرنجية اثر لقائه الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط هو أنّ جلسة الثاني من آذار المقبل الإنتخابية لن تكون بأفضل من سابقاتها. أما في تفاصيل الإستنتاج فيمكن إستخلاص الآتي:

أولاً – إن فرنجية لا يزال في صلب 8 آذار وإن كان غيّر موقع  كرسيه الى طاولة الحوار في عين التينة فانتقل من جوار جبران باسيل الى توسط فؤاد السنيورة وبطرس حرب.

ثانياً – إن نزوله أو عدم نزوله الى جلسة الثاني من آذار لن يكون إلاّ بالتنسيق الكامل مع حلفائه في 8 آذار، واستطراداً: إنّ العماد ميشال عون لايزال الحليف الإستراتيجي، والأكثر لا يزال الصديق.

ثالثاً – إن حلفاءه (وهنا يفهم حزب اللّه) يطالبونه بالإنسحاب من السباق الرئاسي، ولكنه أبلغ إليهم أنه لن ينسحب لأنه لن يغدر بالرئيس سعد الحريري الذي رشحه ودعم ترشيحه ضمناً وعلناً.

رابعاً – إنه يقدر ظروف الأطراف التي دعمته في هذا السباق، حتى اذا تراجع أحدها عن هذا الدعم فهو لن يكون إلاّ متفهماً.

هذا كان جو كلام فرنجية، بعضه حرفياً وبعضه الآخر بين السطور… وبالتالي فلابدّ من التوقف أمام هذه النقط للتوصل الى خلاصة تجعل المشهد الرئاسي وفق الصورة الآتية:

1  –  لم يتناول سماحة أمين عام حزب اللّه السيّد حسن نصراللّه الموقف الرئاسي في ذكرى الشهداء القادة لأن «المساعي» التي يقودها الحزب من أجل التوفيق بين المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية لم تصل بعد الى الخاتمة المرجوة ولكنها لم تتوقف، وهي (في معلومات أكيدة) قطعت أشواطاً أقل ما يقال فيها إنها ملحوظة.

2 – إنّ العقدة الأساس في هذه المفاوضات ليست تسوية الأمور بين عون وفرنجية، إنما بين الأول والرئيس نبيه بري. خصوصاً وأنّ ثمة نقطاً عدة، وأساسية، لا تزال عالقة بين الرجلين.

3 – إنّ حزب اللّه لم يتزحزح بعد عن قراره عدم التوجه الى جلسة المجلس النيابي ما لم يكن نجاح عون مضموناً… وهذا ليس إستنتاجاً، إنما هو قرار معلن من «الحزب». وانّ ضمان هذا النجاح لم يصبح بعد أكيداً.

4- إنّ مساعي «الحزب» لا تقتصر على الرئيس نبيه بري، بل تشمل أيضاً النائب وليد جنبلاط. وإن معالجة موقف وليد بك أسهل من معالجة موقف دولة الرئيس.

5 – إنّ حزب اللّه حصل على تأكيد دعم موقفه ومرشحه الرئاسي من الكتل الحزبية، صغيرة عدد النواب، المنتمية الى 8 آذار.

6- إن المساعي هذه كلها ليست مرشحة لأن تستكمل قبل جلسة الإنتخاب في الثاني من اذار المقبل. إلاّ بأعجوبة!

تلك هي الصورة الرئاسية بالنسبة الى فريق 8 آذار، والمساعي الحثيثة التي يقودها حزب اللّه، وفق ما سردتها على مسامعنا جهة أمنية بارزة.

والأمر يبقى كله في إطار المعلومات غير المؤكدة… إلى أن يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود في طالع الأيام والأسابيع المقبلة. علماً أنّ الجهة الأمنية البارزة والفاعلة لا ترى إنتخابات رئاسة فعلية في الأسابيع وربما الأشهر المقبلة.