IMLebanon

وراء وائل أبو فاعور

لوليد جنبلاط ان يفخر مرتين، اولاً لأنه وزّر شاباً وطنياً شجاعاً في وزارة الصحة ونحن في بلد ينهشه الوسخ وتلوّث القذارة حتى لقمة العيش فيه، وثانياً لأنه سارع الى التوضيح: “ايها الحيتان قفوا عند حدودكم انا أحمي وزيري حتى آخر لحظة”، في حين يجب ان تتسع مظلة الحماية لتشمل جميع اللبنانيين الذين استيقظوا مرة جديدة على وساخة بعض ما يأكلونه هم واولادهم!

ولنا نحن ابناء الخلوات والكفير ومعشر الدروز ان نفاخر ايضاً بالوزير الصديق وائل ابو فاعور مرتين، اولاً لانه فجّر هذا الطوفان من الفضائح ليوقف التسميم المزمن لصحة اللبنانيين، وثانياً لأنه تجاوز سياسات وأساليب التعمية المعهودة، في الحديث عن الاطعمة الفاسدة والمغشوشة وسبق ان سمعنا منها الكثير، ثم عدنا الى ما نحن عليه، ولم يتردد في المبادرة الشجاعة فنشر الغسيل القذر ونشر أسماء الفساد والفاسدين والتلوّث والملوّثين على صنوبر بيروت!

ثمة ما يذكرني بالوزير اميل بيطار الذي قهره وكلاء الأدوية ذات يوم في هذا البلد البائس، لهذا على اللبنانيين الآن ان يقفوا صفاً واحداً وراء وليد جنبلاط ووائل ابو فاعور، وخصوصاً بعدما صدمنا بروز حفلة بكائيات رسمية وتجارية غير مقبولة او مبررة، لم تتوان عن وصف موقف وزير الصحة بأنه من باب “التشهير”!

ولا من يستحي، ولكأن شجاعة الكشف عن مؤسسات تطعم الناس السموم، ليس من جوهر المسؤولية بل من باب التشهير، او لكأن الخوف على السياحة المسخرة في ظل ما أوصلونا اليه، وعلى سلامة السيّاح تفرض الاستمرار في التعامي والتغاضي عن فضائح مرعبة تتصل بلقمة عيش اللبناني والسائح على حد سواء!

لم يكن الوزير اكرم شهيّب اول مسؤول يتفقد المسلخ ويخرج مصدوماً مما شاهده من القذارة التي تصل الى افواه الناس، قال “انه كارثة صحية”، فاذا كانت معظم اللحوم التي تصل الى المستهلك تخرج من هذا المسلخ، فكيف يحاول البعض اللفلفة بالحديث عن استعجال او تشهير؟

وهل يبالغ وليد جنبلاط عندما يقول ان قسماً كبيراً من الخضار التي يأكلها اللبنانيون تروى بمياه المجارير، وخصوصاً ان مناطق بعينها لا يمكن المرور فيها من الروائح الكريهة المنبعثة من المياه التي تسقي “الخضار”!

واضح ان حملة الافتراء على الوزير ابو فاعور ستتصاعد في محاولة لليّ ذراعه، فنحن في بلد اللفلفة والفضائح وحيتان الفساد وحماتهم وراء الابواب المغلقة، لكن ما كشفه يؤكد وجود “خلايا داعشية سامة” تنام في أمكنة كثيرة، لم تخترق حدودنا بل تخترق امعاءنا وتفتك بصحتنا، ولهذا أقل المطلوب ان يقف اللبنانيون من الناقورة الى النهر الكبير وراء هذا الوائلي!