Site icon IMLebanon

بيروت تستحق أن تُغني وتُرنم

 

 

بيروت تستحق الغناء والرقص والرسم وأن تقال فيها قصائد الشعر والنثر، بيروت التواقة دائما للقلوب الهائمة والعقول الجامحة والأرواح الطاهرة والنفوس المحررة من الأحقاد الطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية ، وبيروت تنتظر أيادي الخير والعطاء القوية والشجاعة والنظيفة والقادرة على حفظ الأمن الاجتماعي والاقتصادي وحقن دماء الأطفال والنساء من كل أبناء وطننا الحبيب لبنان، لتبقى بيروت عاصمة الأمل والرجاء والصبر والتسامح والكرم والألفة وحسن الجوار وعاصمة الإبداع والعلم والعطاء، وبيروت تستحق الغناء ليل نهار في الشوارع والمقاهي والأسواق والمسارح والشاشات  وفي البيوت وعلى الأسطح والشرفات.

 

بيروت تستحق أن نتشارك معها صناعة الأمل وأن نقيم الأفراح والاحتفالات بنهاية أزمنة التهور والتطير والاستهتار والتغول والاستلشاء والادعاء، بيروت تستحق أن نشاركها التأكيد على نجاحها الدائم في تجاوز ارتكابات الخفة والعبث والتبصير والتنجيم والتغريدات الحمقاء ونواكب معها استعادة أزمنة القواعد والمعايير ودقة الأرقام، وبيروت تستحق الشكر والتقدير على صبرها وتسامحها مع غرائز الهيمنة والتسلط والتخريب والدمار والاستقواء، وبيروت تستحق أن تمتلئ ملاعبها ومسابحها وحدائقها بالتنافسية المدنية والبطولات وتستحق مدارسها وجامعتها ومعاهدها أن تتألق وتحتفل بالتفوق والنجاح.

 

بيروت تستحق أن تطرب وهي تسمع ألحان الوفاء (من قلبي سلام لبيروت) و(يا ست الدنيا يا بيروت) وتستحق أن يغنها من جديد نجمات ونجوم  لبنان، وأن تكتب الروايات والمسرحيات والدراسات عن تألقها وتجاربها وروادها ومحنها ومسيرتها الطويلة مع النهوض والحرب والسلام والنزاع والاحتلال والانتظام وإعادة الإعمار ، وتستحق بيروت أن  تنعم بمواسم حصاد ما زرعته من سكينة وأمان في نفوس الفقراء والأغنياء من أبناء كل لبنان من كل المناطق والطوائف الذين تنعموا بعطاءاتها واحتضانها لطموحاتهم وتشردهم ونبوغهم وعبثهم بعد أن نزحوا إليها من مدنهم وقراهم وبلداتهم ووجدوا في بيروت كل الدفء والحنان.

 

تستحق بيروت أن تغني وترنم وأن تستوفي ما أودعته من أرصدة في عهدة صناديق لجان المهرجانات والاحتفالات والنقابات والاتحادات والتلفزيونات والمبادرات والماراثونات والمؤتمرات، وتستحق بيروت أم الشرائع  على مدى قرون طوال أن تقطف ثمار  التشريعات والقوانين والإصلاحات التي تليق بالإنسان ومستقبل الأجيال في لبنان وتحاكي ضرورات التحول والتجدد والتقدم والازدهار، وتستحق بيروت أن نزرع الورود في ساحتها وعلى أضرحة  شهداء الوطن الكبار من الرؤساء والعلماء والزعماء والوزراء والنواب والقادة والمناضلين  والنقباء والمفكرين والكتاب والرواد في كل مجال ومن أبنائها الطيبين وسكانها الأبرياء من كل لبنان.

 

تستحق بيروت أن تنعم بالسكينة والاستقرار والانتظام، وأن تُزين شوارعها ومبانيها لكي تتخلص من أثار المغامرين والمغامرات والمرتهنين والمقامرين من أصحاب الولاءات والطموحات غير المشروعة عباد السلطة باستباحة القواعد والأعراف، وبيروت تستحق كل الحب والعناق والشكر والدعاء لكي تعود عاصمة الألفة والوحدة والسلام ومنارة التلاقي والحوار والتفاعل والتألق والإبداع وفضاء للحرية والأحرار  ، وبيروت تستحق أن تغني وترنم بعد طول انتظار مع القلق والاضطراب والقهر والاقتتال وخطوط التماس والانقسام والاحتلال والاغتيال على مدى خمسون عام .