IMLebanon

حَفَظَ اللهُ لبنان  

 

 

نحمد الله على السلامة وندعو بالشفاء العاجل للمصابين بهذا الإنفجار الهائل الذي ضربَ العاصمة بيروت وضواحيها. ورحمَ الله القتلى الذين نأمل ألا يكونوا بالأعداد الكبيرة التي ذكَرَها بعض وكالات الأنباء العالمية وبينها إحدى الوكالات المشهود لها بالرصانة. وليتَ المعنيين يُبادرون إلى مدّ اللبنانيين بالمعلومات الدقيقة دفعاً للشائعات والإستنتاجات التي تدفَّقت بالآلاف على وسائط التواصل الإجتماعي من داخل الحدود وخارجها.

 

أمام هول الكارثة، نتوقّف عند بعض النقط:

 

أولاً- لقد اندلع الحريق الكبير في المرفأ قبل إنفجار العنبر 12 … وإذا كان صحيحاً أنه جرّاء إمتداد ألسنة النار إلى مستودع الألعاب النارية، أفلم يكن ممكناً تفريغ هذا العنبر طوال الساعات التي سبقت وصول النار إليه؟!

 

ثانياً- لا نشكّ في الدور الذي أدّاه، ويؤدّيه، الصليب الأحمر والدفاع المدني وفوج الإطفاء والمتطوّعون من الأهالي، ولكن سِعة رقعة الأضرار وتكاثُرها، وأعداد الضحايا بين مصابين وقتلى، تطرحُ مسألة الإستعداد لحالات الطوارئ في وطن يقفُ على منعطف القضاء والقدر (ولن نزيد في هذا السياق)…

 

ثالثاً- نُندّد بالذين يُسارعون إلى إطلاق الشائعات عن الإنفجار المروّع بالإدّعاء أنه استهدف هذه الشخصية أو تلك لا سمح الله، ونسألهم: ما هي الجدوى من هكذا تصرّفات مسيئة تطلُق ما في دواخلكم من أمراض نفسية، وهل تستطيبون بثّ هذه الشائعات، وتستلذّون بالقلق والخوف والرهبة التي تنتابُ الناس إثرها؟

 

رابعاً- سبحان الله. وكأنه كان ينقصنا، في هذا الوطن المنكوب، المزيد من المآسي والفواجع والكوارث والسلبيات والشؤم. ولكن ليس في يدنا سوى الخضوع لمشيئة الله تعالى، أو لسماحٍ منه… ولله في خلقه شؤون. وليتَ هذه الغيمة السوداء تتبدّد من الأجواء المُخيِّمة على الوطن.

 

خامساً- إنه زمنٌ صعب وليس وقتاً للبكاء والنحيب، إنما هو وقتٌ للقرار والعمل. إنّ لبنان في مهبّ العواصف وليس في عاصفة واحدة وحسب. وإذا كان القوم، جميعاً، لم يُدرِكوا بعد أنّ بلدنا بحاجة إلى أوسع توافق وطني في المجالات كافة بدءاً من السلطة التنفيذية، فقد آن لهم أن يعوا هذه الحقيقة البسيطة. ولم تعد مُجديةً تغطية السموات بالقَبَوات، ولا دفن الرؤوس في الرمال.

 

إنّها ساعةٌ للحقيقة التي تدقّ بقوّةٍ على الوجدان الوطني العام، قبل أن تدقّ الكوارث على أبواب المستشفيات.

 

خليل الخوري