الأحزاب تتنافس مع «التغييريين»… ومساع حثيثة لتوحيد الصفوف
بدأت سبحة تسريب اللوائح الإنتخابية في دائرة «بيروت الثانية» تكرّ، قبل أيّام معدودة على إقفال باب تسجيل اللوائح في 4 نيسان المقبل بعد أن سادتها الشرذمة، ولا يزال التضعضع مستمراً، ما يشير الى أنّ هذه الدائرة ستشهد معارك ضارية بين لوائح متعدّدة التوجّهات والإنتماءات، وبين لوائح تجمع التناقضات بهدف الفوز بالمقاعد السنيّة وغير السنيّة التي تركها رئيس الحكومة سعد الحريري وراءه بعد إعلانه تعليق العمل السياسي هو و»تيّار المستقبل».
مصادر سياسية عليمة ذكرت بأنّ لوائح السلطة والأحزاب ستتنافس في بيروت، كما في سائر الدوائر الإنتخابية، فيما بينها، كما مع لوائح «التغييريين» الذين انبثقوا من «ثورة 17 تشرين الأول» من العام 2019. والمواجهة ستكون عنيفة في ظلّ تشابك التحالفات، واختلافها عمّا كانت عليه في الدورة الماضية. واللافت أنّ أيا من القوى السياسية لم يعلن حتى الساعة أسماء المرشّحين على لائحته قبل نحو أسبوع من إقفال باب تسجيل اللوائح، غير أنّ ذلك سيجري خلال الأيام والساعات المقبلة..
إلّا أنّ تنظيم «تحالف وطني» المحسوب على «المجموعات التغييرية» و»المجتمع المدني» قد أعلن يوم الأحد الفائت أسماء مرشّحيه الـ 13 في 7 دوائر إنتخابية، أبرزهم في دائرتي بيروت الأولى والثانية، وترأسه في الإنتخابات النيابية في أيّار المقبل النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، المرشّحة الوحيدة الفائزة عن مجموعة «كلّنا وطني» التي قدّمت 66 مرشّحاً في الدورة الماضية (أي في العام 2018) في 9 دوائر..
وفي دائرة بيروت الأولى (أي الأشرفية – الرميل- المدوّر- الصيفي) قدّم «تحالف وطني» 5 مرشّحين هم: بولا يعقوبيان (أو بوليت ياغوبيان) وماغي كاراكوس نانيجيان عن مقعدي الأرمن الأرثوذكس، والمحامية بريجيت شالبيان وديانا بوغوس أوهانيان عن مقعدي الروم الكاثوليك، وزياد أبي شاكر عن المقعد الماروني. وهي لائحة غير مكتملة إذ ينقصها 3 مقاعد هي: الروم الكاثوليك، والروم الأرثوذكس والأقليّات. وكانت تجري المشاورات في الكواليس لضمّ هذه اللائحة مع مجموعة «مدينتي» التي تُرشّح كلّاً من ليون تلفزيان (عن مقعد الأَرمن الأُرثوذكس)، وندى الصّحناوي (عن مقعد الروم الكاثوليك)، وطارق عمّار (عن المقعد الأُرثوذكسي)، وجاك جندو (عن مقعد الأَقليّات)، غير أنّها لم تصل الى النتيجة المرجوة حتى الآن. لهذا فإنّ كلّ من هاتين اللائحتين سيخوض الإنتخابات المقبلة منفرداً، إلّا إذا حصل الدمج بينهما في الربع ساعة الأخير. علماً بأنّ هذا الأمر يحتاج الى انسحاب أحد المرشّحين عن الروم الأرثوذكس.
أمّا في دائرة بيروت الثانية، فترشّح اثنان عن «تحالف وطني» هما هاني الأحمدية عن المقعد الدرزي ومحمود فقيه عن المقعد الشيعي. ولم يُعرف حتى الآن الى اي لائحة سينضمّان للمنافسة على مقعديهما في هذه الدائرة. ويجري الحديث عن أنّ مجموعات المعارضة والمجتمع المدني قد يُشكّلون لوائح عدّة غير مكتملة في هذه الدائرة، وسترى النور تِباعاً خلال هذا الأسبوع. وترى المصادر أنّ عدم توحّد المرشّحين المعارضين في لائحة قويّة واحدة من شأنه إضعافهم، سيما وأنّ أصوات الناخبين ستنقسم وتتوزّع على جميع اللوائح.
وتقول المصادر بأنّ الثنائي- الشيعي و»التيّار الوطني الحرّ» يخوضان المعركة في هذه الدائرة بالتحالف مع «الحزب القومي»، ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال إرسلان. ومن بين مرشّحيها حتى الآن: النائبان أمين شرّي ومحمّد خواجه (عن المقعدين الشيعيين)، نسيب الجوهري (عن المقعد الدرزي)، النائب إدكار طرابلسي (عن المقعد الإنجيلي). ولا تزال أسماء مرشّحين آخرين على هذه اللائحة قيد الدرس.
أمّا رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي قرّر دعم اللوائح الإنتخابية في «بيروت الثانية» كما في دوائر أخرى ذات الغالبية السنيّة، فسيُعلن قريباً لائحة غير مكتملة من 10 مرشّحين، وتضمّ، بحسب المعلومات، كلّاً من: خالد قبّاني – ماجد دمشقيه – لينا التنّير – زينة المصري – بشير عيتاني – المحامي عبد الرحمن المبشر- أحمد عيّاش – فيصل الصايغ – ميشال فلاح – جورج حدّاد. على أن المقعد الشيعي على لائحته شاغراً كونه لا يريد منافسة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي عليه.
لائحة «تحالف رجل الأعمال نبيل بدر- والنائب السابق عماد الحوت»، وقد تمكّنت «الجماعة الإسلامية» من جمع الرجلين معاً في لائحة واحدة، على أن تضمّ الى جانبهما كلّاً من: نبيل عيتاني، القيادي في «تيّار المستقبل» العميد محمود الجمل، يسرى التنير، ومروان سلام (عن المقاعد السنيّة)، وحيدر بزّي، هدى عاصي (عن المقعدين الشيعيين)، خليل برمانه (عن مقعد الروم الأرثوذكس)، هاروت كوكزيان (عن المقعد الإنجيلي)، وسام أبو فخر (عن المقعد الدرزي).
أمّا لائحة «بيروت بدها قلب» لرئيس «حزب الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي، فهي مكتملة أيضاً، على ما أكّدت المصادر نفسها وتشمل الى جانبه كلّاً من: كريم شبقلو، مازن شبارو، عبد اللطيف عيتاني، حسن كشلي، ونبيل نجا عن المقاعد الستة السنيّة، ولينا حمدان وألفت السبع عن المقعدين الشيعيين، وزينة منذر عن المقعد الدرزي، وزينة مجدلاني عن مقعد الروم الأرثوذكس، وعمر الدبغي عن المقعد الإنجيلي (الأقليّات). وأوضحت المصادر أنّ مخزومي لم يأخذ على لائحته أيّاً من مرشحي الدورة الماضية كونهم لم يحصلوا على أرقام مرتفعة، باستثناء منذر التي يعتقد أنّه يستطيع أن يُنافس بها بقية اللوائح عن المقعد الدرزي. أمّا المرشّح خليل برمانه الذي خاض الإنتخابات الماضية على لائحة «لبنان حرزان» لمخزومي، فانضم لخوض الإنتخابات المقبلة الى لائحة بدر- الحوت.
ماذا عن بهاء الدين الحريري، ولائحة «سوا للبنان» التي يُفترض أن تخوض الإنتخابات في «بيروت الثانية» أيضاً، تُجيب المصادر عينها، بأنّ هناك تكتّما حول أسماء مرشّحيها، وثمّة من يُشيع بأنّ شقيق الحريري الذي قرّر دعم اللوائح دون خوض الإنتخابات شخصياً، قد ينسحب من المعركة، غير أنّها لا تعلم إذا ما كان هذا الأمر مجرّد شائعات، أم لجسّ نبض الشارع السنّي بالإقتراع لها أو عدمه. وهذا الأمر إذا كان لا يزال مجهولاً حتى الآن، إلّا أنّه سيُعلم مع إقفال باب تسجيل اللوائح.
تبقى لائحة «الأحباش» أو «جمعية المشاريع الإسلامية» التي قرّرت خوض المعركة بمفردها، ولم يتمّ تسريب أسماء مرشّحيها حتى الساعة.