قتلوكي يا بيروت…
قتلوا منارة الحقوق والعلم.
قتلوا زهرة المدائن على طوال المتوسط.
قتلوا عاصمة الحريات وملاذ المضطهدين.
قتلوا لؤلؤة السياحة والهلا بالضيف.
قتلوا «ست الدنيا» التي عشقها نزار قباني وغنّتها ماجدة الرومي.
وخلّدها المخرج سليمان ابو زيد مع الكبيرة ماجدة الرومي في اروع «كليب » على الاطلاق.
قلب لبنان ينزف دماً ودموعاً اليوم على الشهداء والجرحى، ولكن، بيروت، قلب لبنان، لا يموت، انه ينبض بالحياة ولو تحت الدمار والركام، وبيروت ستقوم من تحت الردم، كما قامت، كطائر الفينيق، سبع مرّات، سوّتها بالارض سبع زلازل.
الفاسدون تآمروا عليك يا بيروت مع المجرمين الذين حملوا إليك اسلحة الدمار الشامل، وكذلك تآمر معهم مسؤولون وقضاة وموظفون، كانوا يعرفون ان في خاصرتك دمّلا مميتاً ولم يتصرّفوا الاّ بالاهمال والتطنيش والمصلحة الخاصة.
من حمل اليك يا بيروت آلاف الاطنان من المواد المتفّجرة، ولمصلحة من اسلحة الموت هذه؟
مدير مرفأ بيروت حسن قريطم يعترف يا بيروت، ان جهازي الجمارك والأمن العام كانا يعرفان خطورة هذا الوحش الكامن في خاصرتك، وطالبا بالتخلّص منه، لكن حسن قريطم «لم يتوقع ان يكون بهذه الخطورة»، أي منطق هذا وأي هراء.
محافظ بيروت الجديد مروان عبود كشف «أن التنبيه الى خطورة هذه الكمية الهائلة من سلاح الموت، بدأ منذ العام 2014، وكشف بدري ضاهر انه أرسل ثمانية كتب الى قضاة الامور المستعجلة لأخذ القرار بنقلها من المرفأ، لكن احداً لم يتجاوب ولم يقرر، وامس الاول اكّد احد الزملاء في برنامج «صار الوقت» للزميل مارسيل غانم ان رئىس حكومة لبنان الحالي حسّان دياب على علم بهذه المواد المتفجرة».
كل الدولة، بمسؤوليها جميعهم، كانوا على علم ولم يتحركوا، واذا تم تمييع التحقيق لانقاذ المجرمين، على المعارضة ان تطالب بلجنة تحقيق دولية باسم اكثرمن 100 شهيد و4000 جريح، وباسم اكثر من مليوني مواطن يعيشون في العاصمة بيروت وفي ضواحيها خسروا تقريباً كل شيء.
بخلاف ذلك ستموت بيروت الشهيدة مرتين.