منذ مدة وبعد تفجير مرفأ بيروت الحبيبة وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، تتعرّض مدينة بيروت لشائعات مخيفة القصد منها التهويل وتخويف الناس وكأن الجوع والفقر والعوز ليس كافياً لهذه المدينة التي تعاني منذ عام 1972 حتى الآن من حروب وانقسام طائفي وتدمير وكل ذلك بسبب محاربتها لإسرائيل والتصدّي للعدو الصهيوني وجيشه عام 1982 وفرض الانسحاب على الجيش الإسرائيلي والمناداة من قبل ضباطه وعساكره عبر مكبرات الصوت «أن جيش الدفاع الإسرائيلي سينسحب من بيروت الآن فلا تطلقوا النار علينا». هذا الحقد الاستعماري الصهيوني جعل من قبل البعض إطلاق شائعات أن الجامعة الأكاديمية (أي الأميركية) هي عرضة للإقفال بسبب الوضع الأمني في المدينة. علماً انه حدثت في بيروت قضايا أمنية هامة في السابق ولم نرَ مثل هذه الشائعات.
والآن عاد من يطلق نفس الشائعات بالنسبة لمستشفى الجامعة الأميركية وتوابعها والقصد من ذلك تخويف الشعب اللبناني لتركيعه بالإملاءات السياسية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على المنطقة وعلى وطننا لبنان. والآن هناك من يطلق شائعة إغلاق مستشفى المقاصد لأسباب مغرضة ومعروفة الأهداف، وشائعة ان المستشفى قد أغلقت أبوابها بوجه المرضى.
ورداً على هذه الشائعة، يهمّنا أن نؤكِّد نحن أبناء بيروت اننا نقف مع مؤسساتنا ونتضامن معها بجميع قوانا الجسدية والمعنوية والمادية، لأن المقاصد جزء لا يتجزأ من مدينتنا وان مستشفى المقاصد ومؤسساتها هي علم من أعلام المدينة ولا يمكن المسّ بها ولن يقبل أبناء بيروت أن يبثّ الحاقدين الشائعات حولها، ولن ينال أحد من مسيرة وأهداف مستشفى المقاصد والجامعة الأميركية أو أي مؤسسة أخرى من مؤسسات المدينة.
فالمقاصد ومؤسسات بيروت كلها تتعرّض منذ عشرات السنين لشائعات مغرضة وحملات منظمة، الغرض منها تدمير مرتكزاتها وتقسيمها وهذا حلم لن يستطيع أحد تحقيقه مهما علا شأنه.
اننا نطالب الدولة اللبنانية وأجهزتها المحترمة، أن تحقّق مع من يطلق هذه الشائعات ومعاقبتهم وفقاً للقانون، ومواجهة الجبناء والحاقدين على بيروت وأهلها.
وليعلم القاصي والداني ان بيروت عصيّة على كل من يريد تدميرها مهما بلغ حقدهم، ولن يستطيعوا تدمير مدينتنا وسنعيد تعميرها ونجعل كيدهم في نحورهم.