IMLebanon

بيروت ما بتموت

 

 

كلّما سمعتُ أحدهم في صالون تلفزيوني ينطق بتلك الجملة/الكليشيه «بيروت ما بتموت» رغبتُ قذفه بطنجرة «بامية» كي لا يكرر مثل هذا الكلام في حياته، هذا إن كُتبت له الحياة من جديد. نصحني أصدقاء أن أكتفي برمي المستهدف، فناناً كان أو نائباً أو سيدة شأن عام بالطنجرة من دون البامياء، فضيعان الطبخة فيه. لو يعلم هؤلاء حجم كراهيتي للبامياء لأثنوا على خياري.

 

مَن ذا الذي طلع بهذا الشعار؟ في خلال بحثي طلع بوجهي النجم هشام الحاج، الذي غنى «بيروت ما بتموت» في ذكرى انفجار 4 آب. ومن عيون الشعر الغنائي سمعت الحاج يشدو في مطلع رائعته:

 

«لبنان يا لبنان خبرني

 

عم يوجعك قلبك يا تقبرني»

 

أنسن الشاعر مصطفى الحايك البلد، وخاطبه بحنو أم على طفلها. وضعتُ يدي على الخافقِ المعذّب، واستمعت كبيروتي حتى العظم، الى كلمات «ملطوشة» من هنا وهناك فـ»قومي من تحت الردم» صارت «قومي انفضي عنك ردم ذلّن». أوووف. بطح الحايك قباني. وفي جملة تقريرية كتب الشاعر «لكن ضروري يعرفوا كلّن بيروت ستّ الكلّ ما بتموت» ضروري قلت؟ وهل ستّ الكلّ على صلة قرابة بـ»بي الكل» أو هي الشقيقة التوأم لست الدنيا «تاع» نزار.

 

قبل هشام الحاج غنى زميله سعد رمضان»آخ يا بيروت يا روح ما بتموت» وأعاد الإعتبار لنزار بتبنيه «ستّ الدني» كلقب إلتصق بالعاصمة اللبنانية حتى أن ماجدة الرومي، وإلى جانب «يا ست الدنيا يا بيروت» غنّت «جاي من بيروت» من شعر عبدالله الأبنودي. وممّا كتبه بالعامية المصرية:

 

«مهما الليل يليل ومهما الحزن يتطول

 

دي شعوب ما بتموت ولا راح تموت/

 

بيروت»ودا أنا راجل من الشعب الما بيموت. والدليل أنني أكتب وأعطس في آن.

 

يخال إلي أن كل قصيدة لبيروت تحتاج إلى ثلاث مفردات حتمية وفعل «ياقوت» و»بيوت» و»تابوت» و»ما بتموت». ولشاكر لعيبي

 

كتاب حسرة الياقوت في حصار بيروت، حسرتي أنني لم أقرأه، لكنني أشاهد التلفاز ودعاياته والأفلام الترويجية، فإذا التقى دربي بيروت في عرس كروي، سمعت المعلّق يهتف بيروت ما بتموت، وإذا افتتح مغامر مطعماً فاخراً في الطريق الجديدة رفع لافتة الله حريري وبيروت ما بتموت. وكلما أُضيء زاروب في حيّ بيروتي بهمة متبرّع قال لا فضّ فوه»بيروت ما بتموت».

 

وبناء عليه أقترح على وزير السياحة، بعد نجاح حملة «أهلا بهالطلّة» رفع شعار بيروت ما بتموت في موسم الأعياد وطنجرة البامية على عاتقي… وجايي دورك يا طائر الفينيق.