المقاومة في جهوزيّة تامة لمواجهة مغامرة صهيونيّة تفتح أبواب الجليل
مطار بيروت هو من ضمن «بنك الاهداف الاسرائيلية» للعدوان على لبنان، الذي لم يتوقف منذ نشوء الكيان الصيهوني الغاصب على ارض فلسطين، وكان اول اعتداء مباشر على المطار، الذي كان يصنف من المطارات الاولى في المنطقة حصل في 28 كانون الاول عام 1968، عندما قامت فرقة «كوماندوس اسرائيلية» من النخبة بالنزول على ارض المطار، ونسفت 13 طائرة مدنية لشركة «طيران الشرق الاوسط».
فقبل 54 عاما استُهدف المطار عشية عيد رأس السنة، وكانت الذريعة «الاسرائيلية» بان المطار يستخدم لاعمال حربية يقوم بها اعضاء في منظمات فلسطينية، ضد اهداف «اسرائيلية» في الخارج، كخطف طائرات وقتل صهاينة…
و ما زال مطار بيروت، هدفا دائما لعدوان اسرائيلي، ولم توفره «اسرائيل» في اي عملية عسكرية ضد لبنان في العام 1982 اثناء غزوها له ، ثم في اعتداءات 1993 و 1996 و1998، وصولا الى صيف 2006 ،حيث عطلت المطار كما المرافىء والمرافق العامة كالكهرباء والمياه والهاتف والطرقات الخ…
وافتتح بنيامين نتانياهو حملته التحريضية ضد لبنان، عندما كان رئيسا للحكومة «الاسرائيلية» وهو مكلف الآن تأليف حكومة جديدة، اذ رفع امام منصة الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 ايلول من العام 2018 صورا ادعى فيها وجود مخازن اسلحة لحزب الله قرب مطار بيروت في ملعب «الغولف» ، وهو المشهد نفسه الذي زعم فيه وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول حيث قدم وثيقة تؤكد على امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل لتبرير صدور قرار عن الامم المتحدة، يمهد للعدوان عليه قبل غزوه في نيسان من العام 2003، ولكن باول عاد واعترف بانه كذب امام الامم المتحدة ، واعتبر ما قام به وصمة عار على جبينه.
وحاول نتانياهو ان يقنع الامم المتحدة بان حزب الله لديه مخازن اسلحة متطورة في منطقة الاوزاعي، فتحرك وزير الخارجية آنذاك جبران باسيل ، وصحب سفراء دول ووسائل اعلام، ليبرهن ان رئيس حكومة العدو الاسرائيلي يكذب، فلا مخازن ولا مصانع، وقد ثبت ذلك لتعاود «اسرائيل» تكرار «السيناريو» في العام 2020، بعد حوالى شهر على انفجار مرفأ بيروت، حيث ادعت وجود مخازن اسلحة في المطار وبقربه، لكن ما لبث الخداع «الاسرائيلي» ان انكشف امام الرأي العام العالمي، كما اللبناني والعربي، عن كيان قام على كذبة «المحرقة التي استهدفت يهودا في المانيا، خصوصا على يد النازية» ، وما سمي بـ «الهولوكوست»، الذي اظهرت التحقيقات والوثائق ان اليهود اخترعوا تلك «الاكذوبة التاريخية» لابتزاز ألمانيا واوروبا ، والظهور امام العالم بثوب الحمل، كمرحلة انتقال من الاضطهاد الى الدولة التوراتية.
هذا السرد التاريخي، تزامن مع اكاذيب «اسرائيلية» جديدة – قديمة من ان حزب الله يستخدم مطار بيروت لاستقدام السلاح له، على متن طائرة شحن تابعة لشركة ايرانية (معراج)، وتم الترويج لذلك عبر وسائل اعلام «اسرائيلية» واجنبية وعربية، في تهديد مباشر لمطار يبروت وبتكرار لما حصل في العام 1968، وبالتزامن مع فترة الاعياد التي يعوّل عليها لبنان المنهك اقتصاديا في ضخ اموال فيه. فكانت مزاعم «اسرائيل» وحلفاء لها، في اطار ضرب موسم الشتاء السياحي بعد الصيفي، وحملة «اهلا بها الطلة» التي نظمتها وزارة السياحية وتحييها في الشتاء تحت شعار «عيدا عالشتوية»، حيث تشير مصادر حزبية مؤيدة للمقاومة، الى ان اهداف العدو الاسرائيلي معلومة منذ ما قبل ظهور كيانه الغاصب والموقت، اذ ان لبنان هو هدف دائما لاطماعه كما اعتداءاته، وكان في ذاك الوقت سهل عليه النزول في مطار بيروت ونسف طائرات فيه، او الوصول الى شارع فردان في قلب بيروت واغتيال ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية في نيسان عام 1973 وهم كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار، كما كان سهلا عليه الاعتداءات اليومية على لبنان وجنوبه منذ العام 1948.
اما اليوم، تضيف المصادر، ان الزمن تغيّر، وان قوة ردع قامت في وجهه، وهي المقاومة المتناغمة مع الجيش والمحتضنة من الشعب، فبات من الصعوبة عليه ان يقوم بعمل عدواني دون الرد، سواء في المطار او غيره.
ويحاول العدو الاسرائيلي نقل عدوانه الى مطار بيروت، على ما يقوم به من اعتداءات على مطارات في دمشق او مراكز وقوافل بذريعة نقل اسلحة الى حزب الله، الا ان ذرائعه ساقطة، حيث ستختلف المواجهة معه في لبنان، تقول المصادر، فان اي محاولة عدوانية لتعطيل مطار بيروت، سيكون الرد عليها في مطار «تل ابيب» وغيره.
واكدت المصادر ان المقاومة ترصد المناورات العسكرية التي قام بها العدو الاسبوع الماضي على «الجبهة الشمالية» مع لبنان، تحت اسم «شتاء قاس» ، حيث شارك فيها 8 آلاف ضابط وجندي في الخدمة، وخمسة آلاف في الاحتياط، فهذه المناورات لا يمكن الا الوقوف عندها، مع سيطرة اليمين «الاسرائيلي» المتطرف وتقدم الاحزاب الدينية في الحياة السياسية «الاسرائيلية»، مع قناعتنا بان لا فرق بين يمين ويسار، ووسط ومتدينين في الكيان الغاصب، فكلهم مغتصبون وارهابيون ومجرمون.
فاحتمال حصول حرب يتقدم مع نتانياهو الذي رفض ترسيم الحدود البحرية مع لبنان واعتبره تنازلا «اسرائيليا «واتفاق اذعان، وقد يلجأ نتانياهو الى قلب المعادلة في المنطقة والانسحاب من الاتفاق واحراج الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن، الذي ما زال يقدم امن «اسرائيل» كأولوية اميركية، لكنه ينظر الى ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الاسرائيلي كانجاز لادارته التي تعاني صعوبات داخلية قد يستغلها نتانياهو بانشغال ادارة بايدن في اوضاع دولية كحرب اوكرانيا وصعود النفوذ الصيني وانفتاح انظمة عربية على الدولة العبرية لتحريك الجبهة الشمالية مع لبنان وارتكاب حادث ما قد يكون في مطار بيروت والاعتداء عليه، فيستوجب ردا من المقاومة واتساع المواجهة حيث يتحدث الاعلام العبري عن ان الاوضاع على الجبهة اللبنانية السورية تقترب من الخطر مع الكيان الموقت وان المواجهة ليست بعيدة.
والمقاومة التي هي في جهوزية تامة رفعت من استنفارها واعادت تموضع قواتها تحسبا لأي عدوان، وهي فعلت ذلك منذ نحو اربع سنوات مع بدء التهديدات «الاسرائيلية» والمزاعم عن استخدام مطار بيروت ومحيطه لاعمال عسكرية، وان قيادة حزب الله تأخذ التهديدات الاسرائيلية بجدية وهي مستعدة لها ولن تباشر الحرب بل ستكون رادعا لها لمنعها من أن تقع في محاكاة لها. يعرف العدو الاسرائيلي ان اي مغامرة ستكون مكلفة له وان ابواب الجليل مفتوحة مع انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية.