IMLebanon

بيروت يا بيروت!

دفعت بيروت أغلى الأثمان دفاعاً عن حرية الوطن وعروبته ووحدته سواء أثناء الحرب الأهلية العبثية أو خلال الإجتياح الصهيوني الهمجي، لكن بيروت وأبناءها لم يتخيّلوا مطلقاً أن تكون المكافأة على الموقف المُشرّف والصمود والتضحيات إلغاءً للمشروعات الحيوية التي تُساهم في إعادة دور بيروت في المنطقة وتحريك عجلة الاقتصاد وتوظيف الناس.

ولم تتخيل بيروت التي أتاحت الفرص لجميع أبناء الوطن عملاً وعلماً ورخاءً واستشفاءً، وفتحت قلبها لجميع فاعليات الوطن منذ القدم، ومنهم مَنْ ترشّح عنها وانتُخِبَ ممثّلاً لها، وأثبت أنّه من أوفى أبنائها… بيروت لم تتخيّل أنْ يأتي الجحود من بعضهم فيحاربها وأهلها ويتنكّر لها ولهم، وفُجِعَتْ بمَنْ استفاد منها وردّ جميلها بالمساهمة في تجميد مشاريعها التنموية، وفوجئت بمَنْ ينفض يديه، ويتركها تواجه وحيدة أزماتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أزمة النفايات.

بيروت التي تنام الآلاف من معاملاتها في الأدراج … والتي يمنّنونها بإمكانيّة تخصيص أبنائها بنسبة خمسين بالمئة من وظائف بلديتها … وأنّه في حال زيادة عديد أفراد الشرطة البلدية تكون الأولوية في التوظيف لأهاليها! يحقّ لأبنائها البيارته التساؤل: لماذا الأولوية وليس الحصريّة أسوة بجميع بلديات لبنان؟!

بيروت التي لا يُتاح لأبنائها العمل في مؤسّساتها العامة … والتي اضطر أهلها إلى السكن خارجها …وقريباً سيصلون في نزوحهم إلى ضواحي الناقورة!!

بيروت التي تمَّ تقسيمها وشرذمة صوتها، وينادون في الخفاء لتقسيم بلديتها.. بيروت الأبيّة لا بد أنْ تنتفض وأنْ تردّ الصّاع صاعين، ومَنْ يُشكك عليه أنْ يتذكّر القول المأثور «إتق شرّ الحليم إذا غضب».

كلمة أخيرة نوجّهها إلى السياسيين كافة .. من الخطأ الجسيم الظنّ بأنّ رفع الحرمان عن مناطقكم يتم عبر القرارات الكيدية وحرمان بيروت، ومَنْ يعش يرَ!