IMLebanon

بيروت تُعاقَب بقطع المياه بعد الكهرباء

 

تعاني العاصمة بيروت اوضاعا مزرية، منذ ما سمي بالانتفاضة الشعبية قبل ثلاث سنوات، وقيام بعض المندسين بتخريب الوسط التجاري فيها، وفاقمها تفشي ازمة كورونا، ومأساة تفجير المرفأ، والقطع المتعمد للكهرباء، الذي حولها الى شبه صحراء ليلا، وحال من الفوضى في الشوارع نهارا، مع الغياب الكامل، لوجود الدولة، ومؤسساتها الرسمية والبلدية، بكل اجهزتها، ومنظماتها الاهلية، حتى باتت المدينة وكأنها احدى ضواحي البلدان المتخلفة، وليست عاصمة لبنان ومنارة مدن الشرق الأوسط، متروكة لقدرها ومصيرها.

حٌرمت المدينة من التزود بالتيار الكهربائي، لاسباب سياسية وطائفية، وجمٍّد قرار مجلس الوزراء الذي يخص تزويد المدينة بالتيار، لساعات اضافية، كونها عاصمة لبنان وفيها معظم المؤسسات والادارات العامة والحركة المالية، والاقتصادية والمالية والتجارية والسياحية ويرتادها اللبنانيون من كل المناطق ويسكن فيها، ما يقارب المليون نسمة من مختلف الاطياف والتوجهات السياسية والمناطقية. حرمت المدينة اولا من التغذية المخصصة لها اولا بحجة تراجع كميات الطاقة الكهربائية المنتجة، الى ان حرمت بشكل قد يكون نهائيا، لأن الذي يتحكم بتوزيع التيار الكهربائي، وبايعاز من الجهات السياسية التي يتبع لها، يمارس، حبس التيار الكهربائي كليا عن بيروت.

الآن قُطعت مياه الشفه عن العاصمة كلها منذ ما يقارب الشهرين، بينما كانت شحيحة او مقطوعة نهائيا قبل ذلك، عن بعض الاحياء فيها، ولاسيما الملاصقة لخزانات المياه، وحجة الموظفين ان المياه تضخ لمناطق مسؤولين بارزين، ولا قدرة لهم عن حجبها عنهم او مساواتهم بباقي مناطق العاصمة.

حجج واسباب يسوقها رئيس المصلحة، لتبرير انقطاع المياه عن العاصمة ومناطق واسعة في جبل لبنان، تضم حوالي نصف سكان لبنان.من التحجج بفقدان مادة المازوت، لتشغيل ماكنات الضخ، الى انفجار القساطل لقدمها، وكأن المصلحة، لم تكن على دراية، باتخاذ الاحتياطات اللازمة مسبقا، اوليست معنية باجراء الكشف الدوري اللازم لتحديث الشبكات باخرى جيدة.

اما المفجع بعد تبريرات رئيس المصلحة غير المقنعة بتاتا، فهي المواقف الخجولة للسياسيين والنواب والمحافظ والبلدية، وسكوتهم المطبق عما يمارس بحق العاصمة بيروت، من حرمانها من الكهرباء والمياه، وعدم القيام بأي تحرك فاعل ميدانيا على الارض، لوضع حد لهذه الجريمة المنظمة التي ترتكب بحق ابناء بيروت، اهمالا او عن قصد، وكأن المشكلة عادية، وهم غيرمعنيين بها.

بات انقطاع المياه لهذه المدة الطويلة عن بيروت، يهدد بتداعيات معيشية وصحية وبيئية، اذا استمرت المعالجات على وتيرتها التي لا ترتقي الى مستوى الازمة وخطورتها.