IMLebanon

بيروت بوابة العبور الديبلوماسي الى دمشق زيارة ظريف أكثر من عصفور بحجر واحد

عبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من بيروت التي زارها إلى دمشق من اجل لقاء الرئيس السوري بشار الاسد. كانت دمشق بوابة العبور الى بيروت زمن امساك النظام السوري بالقرار اللبناني وكان النظام ينزعج جدا من زيارة اي ديبلوماسي او سياسي لبيروت قبل توجهه الى دمشق اولا فيما اضحت بيروت المعبر شبه الوحيد الذي يؤدي الى العاصمة السورية. وهذا الانزعاج حاول ترجمته في الامس القريب مع عبور الموفد الدولي للازمة السورية ستيفان دو ميستورا من بيروت الى دمشق ولقائه مسؤولين لبنانيين الى درجة دفعت بالديبلوماسي الدولي الى تقليل فرص لقائه هؤلاء في حلّه وترحاله من بيروت لئلا يؤثر ذلك على طبيعة مهمته وعدم اغضاب النظام السوري. لكن سيكون صعبا على الرئيس السوري الاعتراض على زيارة ظريف بيروت ولقائه المسؤولين اللبنانيين قبل زيارته دمشق لعدم خشيته مما قد تتركه لقاءاته معهم ولان ايران هي من تؤمن استمرار الاسد. وتزامن ذلك فيما كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يبحث في موسكو في الازمة السورية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي اقر بوجود نقاط خلافية ومن بينها مصير الاسد، في اعلان نادر من المسؤولين الروس بان مصير الاسد بات على طاولة البحث الجدي علما ان عقدة الاسد نشأت بعد بيان جنيف 1 في حزيران 2012 وبدأ الاختلاف الروسي الاميركي في تفسير ترجمة المرحلة الانتقالية. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن قبل خمسة ايام من اللقاء الديبلوماسي السعودي الروسي انه يرى “بارقة امل للحل السياسي في سوريا لان حليفي النظام في دمشق روسيا وايران باتا يعتقدان ان ايام النظام باتت معدودة وان الرياح لا تميل لمصلحة الاسد”. لافروف نقض بعد مباحثاته مع نظيره السعودي ما ذهب اليه اوباما من حيث تأكيده تناقض المواقف في شأن مصير الاسد الذي لا ترى المملكة السعودية مكانا له في مستقبل سوريا. والامر يذكر بانه مسؤولين غربيين كثر كانوا يضعون كلاما خلال العامين الماضيين على ألسنة المسؤولين الروس سرعان ما ينقضها هؤلاء من خلال تأكيد ثبات مواقفهم من الازمة السورية ومن دعم الاسد ودعم المنطق الذي يرفعه بمواجهة الارهاب. لكن مصادر ديبلوماسية تنقل عن جهات دولية ان الجميع بات يدرك انه سيكون صعبا جدا ان يستمر الاسد في موقعه اذا كان البحث جديا وحاسما لايجاد حل للازمة السورية، وهذا سيحصل في وقت ما، لكن المحاولات الروسية والايرانية ستستمر من اجل الاحتفاظ له بموقع اذا كان ذلك ممكنا، ولن يكون ذلك متاحا قبل نضوج التسويات في المنطقة.

زيارة ظريف ادرجتها مصادر في بيروت من ضمن جملة عوامل خصوصا انها ليست مقصودة في ذاتها مقدار ما تندرج من ضمن جولات لرئيس الديبلوماسية الايرانية على بعض الدول في المنطقة. لكنها يمكن ان تصيب اكثر من عصفور بحجر: جس نبض وعلاقات عامة تستفيد من الدينامية التي اطلقها الاتفاق النووي لمصلحة المعتدلين في ايران وترويجه المتشدد للاستقرار في لبنان وتثبيت ما هو قائم بالتوافق وتثمين جهود رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام على نحو يمكن ان يفتح له ابوابا لا تزال مغلقة امامه في المنطقة باعتبار ان لبنان هو منبر يمكن ان توجه عبره رسائل الى بعض دول المنطقة كما الى الغرب. لا صلاحية لديه لحلول على غرار ما يمكن ان يفك رهن استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وفق ما تبين سابقا اقله في لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اذ احال الكلام في هذا الموضوع الى الرئيس حسن روحاني. اذ ان لبنان قد لا يكون الاولوية قبل ملفات ملحة اخرى يتعين على ايران ان تثبت حسن نواياها ازاء المنطقة كما هي الحال بالنسبة الى اليمن مثلا. ثانياً رصد ردود الفعل على مشروع الحل للازمة السورية التي قالت ايران انها ستقدمه الى الامم المتحدة في موازاة التسويق لما بعد الاتفاق النووي ومواجهة الارهاب في المنطقة خصوصا ان الشق المتعلق بلبنان وعلاقة ايران بـ”حزب الله” وبالنظام السوري اكثر ما يرتبطان بالحرس الثوري والمتشددين الايرانيين منه بالديبلوماسية الايرانية.

في الانتظار تسعى روسيا وايران كل من جهتها الى محاولة النفاذ الى حلول تحفظ لهما مصالحهما وتاليا امكان ابقاء موقع للرئيس السوري بشار الاسد من باب مواجهة الارهاب. فروسيا تدفع في اتجاه تعاون اقليمي في هذا الاطار نفى لافروف ان يكون على غرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من اجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية وحدده على انه تعاون وتنسيق اقليميين مع الاسد اي مع كل من الجيش السوري والجيش العراقي والمعارضة المعتدلة كما قال. في الوقت الذي يتعذر عمليا البناء على هذا المنطق وفقا للمصادر المعنية استنادا الى ان الجيش العراقي قد انهار وتفكك الى درجة اضطرت الولايات المتحدة ومجموعة دول الى التدخل فضلا عن انشاء ميليشيات مذهبية من اجل محاربة داعش. ولم يلبث الرئيس السوري ان اضطر أخيراً الى الاعلان عن تضاؤل حجم قواته واضطرارها الى التراجع والتخلي عن مناطق لم تعد تستطيع الاحتفاظ بها والدفاع عنها في الوقت الذي يسانده ميدانيا ميليشيات شيعية لم يكن ليستمر من دونها. وتوقفت جميع المحاولات في العراق نتيجة الفشل في المصالحة السياسية الشعبية التي تؤمن وحدها الغطاء لمواجهة داعش.