IMLebanon

مقعدا أرثوذكس العاصمة: في “الأولى” شبه محسوم… وفي “الثانية” صراع محموم

 

يرتفع منسوب المنافسة الإنتخابية بعد الدخول في ربع الساعة الأخير، حيث ينتقل الصراع على المقاعد ويحتدم بين جميع اللوائح.

 

تُعتبر معركة العاصمة بيروت من الأهم لأن العاصمة تشكّل مركز جذب للإعلام العالمي، في حين أن قرار تيار «المستقبل» بالإعتكاف عن خوض المعركة الإنتخابية ترك فراغاً في المناطق ذات الغالبية السنية.

 

وفي السياق، فإن القوى المسيحية تحاول هي الأخرى إظهار قوتها في قلب العاصمة لأن الحضور فيها له رمزيته الخاصة، وهنا يبرز الصراع على المقعدين الأرثوذكسيَّين في بيروت.

 

وتنقسم بيروت إلى دائرة أولى تضمّ 8 مقاعد تتوزّع كالآتي: 3 أرمن أرثوذكس، واحد أرمن كاثوليك، ومقعد لكل من الموارنة والأرثوذكس والكاثوليك والأقليات، في حين أن مقاعد الدائرة الثانية تضمّ 6 سنّة، 2 شيعة ومقعداً واحداً لكل من الأرثوذكس والإنجيليين والدروز.

 

وأمام هذه الفسيفساء الطائفية في العاصمة، فإن المقعدين الأرثوذكسيَّين يتوزّعان بين بيروت الأولى والثانية، ففي الأولى يُشكّل الأرثوذكس العصب الأساسي للمعركة، وشغل هذا المقعد في دورة 2005 النائب جبران تويني وبعد إستشهاده شغله والده النائب الراحل غسان تويني، وفي دورة 2009 إنتخبت النائبة نايلة تويني، وعام 2018 إختارت «القوات» صبّ أصواتها التفضيلية على المرشح عماد واكيم ففاز. واليوم تُعيد «القوات» الكرّة من جديد مع ترشيحها لنائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني وصبّ أصواتها التفضيلية عليه مما يجعل المعركة على هذا المقعد شبه محسومة نظراً للدعم الذي يتلقاه حاصباني من «القوات» ومن طائفته وعلى رأسها متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة إضافةً إلى نشاطه الاستثنائي في هذه الدائرة.

 

ومن جهة ثانية، فإن بقية اللوائح لا تدخل حلبة المنافسة الأرثوذكسية، فعلى سبيل المثال ستركّز لائحة «لبنان السيادة» على المقعد الماروني الذي يترشّح له النائب نديم الجميل وعلى مقعد الأرمن الكاثوليك الذي يترشّح له النائب جان طالوزيان.

 

ومن جهة أخرى، فإن لائحة تحالف «التيار الوطني الحرّ» – «الطاشناق» ستركّز على المقعد الكاثوليكي لمرشحها النائب نقولا الصحناوي ومقعدين أرمنيَّين، بينما تتقدّم النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان التي تترأس لائحة «لوطني» في حين أن المرشح الأرثوذكسي على لائحتها زياد عبس يقدّم خطاباً سياسياً لا يرضى عنه معظم أهل الأشرفية والرميل والصيفي والمدوّر، فهو أعلن أن مطلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالحياد مطلب شعبي، وحيّا إتفاق «مار مخايل» بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحرّ»، أي إنه معترض على السياسة الداخلية لـ»التيار» لكنه لا يزال مؤيداً لسياسته التي دمّرت البلد ومن ضمنها حماية «الدويلة».

 

وإذا كان حاصباني يتقدّم أرثوذكسياً في بيروت الأولى، إلا أن صورة المعركة تحتدم على المقعد الأرثوذكسي في بيروت الثانية، ويسجّل لأول مرّة دخول «القوات» على خطّ الترشيحات، فقد إختارت دعم المرشح ميشال فلاّح على لائحة «بيروت تواجه» المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة، وهذا الدخول يشكّل نقطة تحوّل أساسية حيث أن عمل ماكينة «القوات» هو لضمان فوزها بالمقعد الأرثوذكسي.

 

وعلى رغم تركيز معظم اللوائح على المرشحين السنّة، فإن الترشيحات الأرثوذكسية تُعتبر كثيرة في هذه الدائرة، إذ إن نقيب المحامين السابق ملحم خلف الذي يحاول خلق حيثية له ترشّح في هذه الدائرة على لائحة «بيروت التغيير».

 

ويبرز إسم محافظ بيروت السابق نقولا سابا مرشحاً لخطف المقعد الأرثوذكسي على لائحة «لتبقى بيروت»، وهذا الترشيح يُعتبر جدياً خصوصاً وأن هذه اللائحة مدعومة من رجل الأعمال بهاء الحريري وحركة «سوا للبنان» والتي تملك إمكانات تجعل الفوز قريباً لسابا أو أي مرشح آخر، خصوصاً وأن الخطاب السيادي والتغييري لهذه اللائحة يلاقي طموحات أهل بيروت.

 

وعلى صعيد آخر، فإن بقية اللوائح ترشّح أرثوذكسياً، فلائحة «بيروت بدها قلب» التي يترأسها النائب فؤاد مخزومي رشّحت زينة مجدلاني، في حين رشّحت لائحة تحالف قدامى «المستقبل» – «الجماعة الإسلامية» أي «هيدي بيروت» خليل برمانة، بينما ستركّز لائحة «حزب الله» على دعم المرشح الإنجيلي المحسوب على «التيار الوطني الحرّ» إدغار طرابلسي لتأمين فوزه ولم يختر «التيار» المقعد الأرثوذكسي.

 

إذاً، تنتظر بيروت معركة صعبة على المقاعد الأرثوذكسية وبقية المقاعد، وهذا الأمر سيساعد في تحديد سياسة لبنان وما إذا كانت أكثرية «حزب الله» ستنهزم أو تعود سيطرته على الحكم.