Site icon IMLebanon

مقاعد العاصمة أسيرة تعدد اللوائح ومزاج الناخبين

 

لوائح بيروت تفتقد ترؤس الزعامة السياسية وتشتت المعارضة

 

 

تفتقر اللوائح الانتخابية الاساسية التي ترفع راية سد الفراغ الذي تركه عزوف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري عن الترشح للانتخابات النيابية في بيروت، لمواجهة لوائح الثنائي الشيعي «حركة امل وحزب الله»، وملحقاته من جمعية المشاريع «الاحباش» وغيرهم، وعدم ترك العاصمة سائبة امامهم، كما يقول الرئيس فؤاد السنيورة، الى مقومات وركائز ضرورية، ليست متوافرة فيها، ما تجعل المواجهة الانتخابية المرتقبة غير متكافئة امامها، وحافلة بسلسلة صعوبات وتحديات معقدة، ما يتطلب عملا دؤوبا وتحركات استثنائية، لتحقيق الاهداف المرجوة منها.

لن تكون المنافسة سهلة امام اي لائحة مواجهة كانت، في ظل الظروف الصعبة، ووجود ما يقارب من عشر لوائح انتخابية يوم المنازلة، بينما كان يتطلب الامر التفاهم بين هذه اللوائح على القواسم المشتركة الجامعة في ما بينهم، لتقليص عددها وعدد المرشحين الى الحد الادنى، او حصرهم بلائحة واحدة، اذا امكن، لكي تكون المواجهة اسهل مع لوائح الخصوم، ويمكن من خلالها تتحقيق الفوز فيها.

ومن أبرز هذه المقومات افتقاد ترؤس هذه اللوائح، لشخصية قيادية سياسية بارزة، تكون بمثابة الرافعة التي تشجع المواطنين على انتخابها، كما كان يحصل بالانتخابات النيابية السابقة، باعتبار ان ترؤس اي لائحة من شخصية عادية، لا تتمتع بمزايا ومواصفات الزعامة او القيادة السياسية، يقلل من الانجذاب الشعبي اليها تلقائيا، ويضعف من فرص إقبال الناخبين للتصويت لها والفوز من خلالها.

فمن الضروري في مثل هذه الظروف، وجود شخصية قيادية قادرة على رأس اللائحة، تتولى تأليف لائحة كاملة ومتوازنة، تمثل قدر المستطاع المناطق وتضم شخصيات مقبولة، لكي تستطيع منافسة باقي اللوائح وتحظى باهتمام وتأييد الناخبين وتحقق النتائج المرجوة منها.

ومن المزايا المهمة، ان يكون رئيس اللائحة، او من يتولى رعايتها والترويج لها، قادرا على ازالة العراقيل والمطبات التي تعترض انتخابها او تقف حائلا امامها، من خلال اقناع وتحفيز اكبر عدد من الناخبين للتصويت لها، إما من خلال اقامة المهرجانات الانتخابية اللازمة التي غابت كليا عن اجواء العاصمة بيروت هذا الموسم الانتخابي خلافا لما كان يحصل سابقا، أو عبر تكثيف اللقاءات والزيارات، للمراكز والمنتديات على اختلافها، للتعريف بأعضائها، وشرح برنامجها للمرحلة المقبلة، وحث المواطنين على انتخابها.

ويلاحظ بوضوح، ان معظم هذه المقومات والمزايا، ليست متوافرة في اللوائح التي تعتبر نفسها بمواجهة الفراغ الناجم عن عزوف الحريري عن الترشح للانتخابات، بالرغم من كل محاولات، سدّ الثغرات الموجودة فيها، ما يُصعب مسار المواجهة الانتخابية، وهو ما يتطلب وبسرعة، توفير ما يمكن من مستلزمات الدعم وحث المواطنين على انتخاب اعضائها، لتحقيق الاهداف المتوخاة من المواجهة وقطع الطريق على كل من يحاولون الاستفادة من هذا الوضع الضاغط، للتسلل منه واقتناص المقاعد النيابية من بيروت خلافا لرغبة أبنائها، وأن يكن هذا التمني محفوفاً بالمصاعب، ومرتبطاً بما يمكن ان يكون عليه، مزاج الناخب البيروتي يوم الانتخاب.