لم يكتمل المشهد الانتخابي في بيروت، لكن الايام المقبلة بعد اقفال باب الترشح منتصف ليل امس ستبلور صورة اللوائح على وقع التحالفات التي انجزت من دون مفاجآت تذكر.
وترصد الاوساط السياسية التطورات الانتخابية في الدائرة الثانية التي يتوقع ان تشهد معركة حامية، مثلها مثل الكثير من الدوائر، بين عدد من اللوائح في غياب فريق اساسي اي الرئيس سعد الحريري وتياره بعد اعلانه العزوف عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي والعمل السياسي حتى اشعار آخر.
ورغم اعلان الرئيس فؤاد السنيورة امس قبل ساعات من اقفال باب الترشيح عزوفه عن الترشح، فانه نشط منذ اسابيع لرعاية تشكيل لوائح يقول انها لملء الفراغ الذي احدثه قرار الشيخ سعد، متمرداً على هذا القرار بل داعيا الى التمرد عليه في الاتصالات التي اجراها مع معظم نواب كتلة المستقبل.
ويقول عدد من نواب الكتلة انهم تلقوا اتصالات عديدة ومتتالية من الرئيس السنيورة لاقناعهم بالترشح والانخراط في لوائح اكان بشكل مستقل او بالتحالف مع «القوات اللبنانية» كما جرى مع النائب عاصم عراجي في زحلة الذي رفض الفكرة وفضل عدم خوض الانتخابات والالتزام بقرار الرئيس الحريري رغم انه ليس منتسبا لتيار المستقبل.
ويشير نائب بيروتي من الكتلة انه تلقى اكثر من اتصال من الرئيس السنيورة يحثه فيه على الترشح، وعندما قال له ان هناك قرارا واضحا من الرئيس سعد الحريري بعدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي ويجب ان نلتزم به، بادره السنيورة قائلاً «انا كنت والتزمت مع الرئيس رفيق الحريري وليس مع نجله سعد».
ويقول النائب البيروتي الذي ينتمي لتيار المستقبل انه فاتح مفتي الجمهورية بالسؤال عن موقف دار الفتوى من حراك الرئيس السنيورة بعد ان سمع كلاما مفاده انها متعاطفة معه، وكان جواب المفتي قاطعا «ان دار الفتوى لا تغطي ولا تتعاطف مع احد من المرشحين ولا تشجع هذا او ذاك».
ونقل عن المفتي ايضا ان موقف دار الفتوى اعلن في غير مناسبة، وانه لا يدعو الى المقاطعة لكنه لا يغطي او يدعم اي مرشح على مرشح آخر.
وفي هذا السياق جاء امس بيان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري نافيا ان يكون بعث «برسالة لوم» الى مفتي الجمهورية، معتبرا ان مثل هذه الاخبار كاذبة وملفقة.
وبغض النظر عن هذا الموضوع فان الرئيس السنيورة الناشط لتشكيل لوائح «تملأ فراغ المستقبل»، يبدو انه اخذ ضوءا اخضر من جهات خارجية للقيام بهذا الدور. وقد قطع شوطا مهما في رعاية تشكيل لائحة مكتملة في دائرة طرابلس – المنية ويسعى الى تشكيل لائحة مماثلة في بيروت نواتها مرشحون مقربون منه مثل: خالد قباني، هشام دمشقية، واحدى تلامذته.
وتقول المعلومات ان اتصالات تجري لاكمال اللائحة من خلال دمجها مع مرشحين من لائحة نبيل بدر تضم مرشحا من الجماعة الاسلامية غير ان هذه المساعي لم تستكمل ولم تصل الى خواتيمها بعد.
اما الثنائي الشيعي فقد قطع شوطا مهما بدوره في تشكيل لائحته التي ستضم الى جانب النائبين امين شري ومحمد خواجة نائب التيار الوطني الحر ادغار طرابلسي، اما المرشح الارثوذكسي فيجري البحث حول الاسم الذي سيرسو عليه الخيار بعد اعتذار النائب السابق نجاح واكيم عن المشاركة باللائحة وعزوفه عن الترشح. وبالنسبة للمقاعد السنية فهناك خلط اوراق لعدد من الاسماء يفترض ان تتبلور مع المرشح الدرزي في الايام المقبلة.
ولا يخفي النائب فؤاد مخزومي انزعاجه من تحرك السنيورة، معتبراً ان هذا المسعى من شأنه أن يشتت الاصوات ويضعف المعركة في وجه حزب الله. ويسعى في الوقت نفسه الى تشكيل لائحة من مستقلين بينهم أربعة مرشحات.
وفي غمرة الحراك الدائر يبدو أن فريق السيد بهاء الحريري في وضع لا يحسد عليه اذ انه لم تتبلور بعد اسماء لافتة محسوبة عليه مباشرة لتشكيل لائحة مؤثرة مع العلم انه هناك من يردد بأنه ربما تحالف مع السنيورة في لائحة واحدة.
وعلى جبهة جماعات المجتمع المدني فان جماعة بيروت تقاوم تسعى لاستكمال البحث في التواصل مع جماعات أخرى لتشكيل لائحة واحدة، مع العلم ان هذه الجماعة تنافس جماعة بهاء الحريري ومرشحي السنيورة ومخزومي على شعار واحد وهو مواجهة حزب الله، مع العلم ان اركان هذه الجماعة حققوا نتائج ملحوظة عندما كانوا يركزون على العامل الاجتماعي والمعيشي وعندما خاضوا المعركة ضد المستقبل تحت هذا العنوان.
ومن الصعب ادراك او معرفة نتائج المعركة في بيروت قبل شهرين من موعد الانتخابات، لكن الاجواء والمعطيات المتوافرة تؤشر حتى الآن الى ان لائحة الثنائي الشيعي وحلفاءه في بيروت الثانية متجهة الى تحقيق النتائج التي حققها في الانتخابات السابقة ولكن هذه المرة من دون مرشح جمعية المشاريع الاسلامية النائب عدنان طرابلسي، حيث ان الجمعية في صدد تشكيل لائحة مستقلة سعيا الى الفوز بمقعدين عن السنّة بدلا من مقعد واحد.
ويقول مصدر في الجمعية اننا بصدد استكمال اتصالاتنا قبل حسم الامور في الاسماء وشكل اللائحة، ملمحا الى انه ربما ستكون غير مكتملة.
وبالنسبة للمقاعد الاخرى فانها ستتوزع على لوائح السنيورة ومخزومي وبهاء الحريري وبيروت تقاوم.