لا حكومة في الأفق، الثنائيّة الشيعيّة ورئيس الجمهورية ينوب عنه صهره جبران باسيل عطّلوا الدستور وصادروا تمثيل الطائفة السُنيّة فباتوا يجتمعون من دون «أن يستتروا» أثناء ارتكابهم المعصية الدستورية، وها هم يعيدون وقاحة سيناريو حكومة سيّىء الذّكر حسّان دياب وحكومته الكرتونيّة!! ولولا ظهور احتمال عامل السّرقة أمس في جريمة «كفتون» بدا البلد على حافة تفجير واضطراب أمني، أمام عواصف الموت العاصف الّذي يهزّ لبنان بعنف يتعذّر إيجاد حياة طبيعيّة على جميع المستويات في البلد الذي يتأرجح في انتظار «أوّل شتوة» التي ستفتح ملفّ المباني والبيوت المتصدّعة بعد جريمة تفجير المرفأ التي دمّرت أحياء بيروتيّة بكاملها، ستطلع الصرخة مع دولة «سرّاقة» طالب مواطنوها دول العالم بعدم تسليم «قرش» للمساهمة في تعمير ما تهدّم، والعمل عبر منظومة الجمعيّات والدول المتبرّعة بطيئة جدّاً الأمر الذي يعني أنّ الذين فقدوا منازلهم سيبقون مشرّدين بوجود دولة لا يهمها سوى «اختلاس» المال العام والتنصّل من أي مسؤولية!!
حتى التحقيق في تفجير المرفأ لم يظهر بعد خيطه الأبيض من خيطه الأسود، واللبنانيّون يعرفون أنّ المسؤوليّة ستقف عند حدود بضعة موظفين لا يملكون أدنى صلاحيّة على ما يدخل ويخرج من عنابر حزب الله، وإذا كان رئيس الجمهورية لم يخجل من شعبه المناط به دستورياً الحفاظ على أرواحهم وأموالهم قال بالفم الملآن على مرأى ومسمع منهم «ما عندي صلاحية على البور» فهل يظنّون أننا سنصدّق أنّ بضعة موظفين مهما بلغت رتبتهم يتحمّلون مسؤوليّة تدمير بيروت ومرفأها؟!
عبّأ الدمار والموت وقت اللبنانيين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وتمثيليّة تشكيل حكومة فاشلة «ما بتحرز» أن تشغل وقت اللبنانيين، بشفافيّة نحن أمام موجة هجرة عامّة للشباب اللبناني، جيل جديد وعائلات كثيرة وصلت إلى خلاصة أننا نعيش في بلد «ما في منّو نوى»، وهذه المرة الخسارة فادحة فقد سرق جنى عمر اللبناني وكرامته وأمانه أذلّوه وأهانوه وتواطأوا عليه بالوباء أيضاً، ومن العجيب أن تجد من لا يزال يسأل عن إدارة الكوارث في لبنان فيما هو يشاهد موسمي حرائق تحوّل الخضار إلى دمار في كلّ خريف وربيع، بالأمس خرجت الصرخة من حرائق مشمش في عكار، أقل من شهر وتندلع الحرائق المشبوهة في موسم الفحم والحطب ويتكرّر سيناريو حريق تشرين العام 2019 قبل اندلاع الثورة، لا يمكن أن يكون ما يتعرّض له المواطن اللبناني عشوائياً ومحض صدف على العكس هو مدروس بعناية وعليه يراهن من يراهن لتطفيش اللبناني من وطنه، إذا هاجر اللبناني يجرّ أذيال الخيبة من الذي سيحلّ محلّه فوق هذه الأرض؟!
طالما حزب الله محتفظٌ بصواريخه وسلاحه ويفرض منظومته السياسيّة الإرهابيّة على اللبنانيين علينا أن نبقى ننتظر القفز من زلزال إلى آخر، من ملاحظة كلّ ما يتم تداوله من أخبار لا تجد من ينفيها للمواطن الخائف، ما هو أهمّ من أن يكون جبران باسيل متورّط في إدخال نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت أو غير متورط هو خبر جرى تداوله يوم السبت الماضي عن دفعات من نترات الأمونيوم تتراوح بين 300 طن و600 وأرقام أخرى بينهما يخبّئها حزب الله موزّعة في المناطق «المسيحيّة»، الخبر يستهدف المناطق المسيحيّة بالذعر والتخويف، ولكن من الغريب العجيب أن لا يصدر بيان واحد عن جهة أمنيّة معنيّة ينفي هذا النوع من الأخبار خصوصاً إذا كانت أكاذيب وشائعات، فهل يحتاج نفي هكذا أخبار مرعبة إلى جهود معقّدة كجهود لا تبذل أساساً لتشكيل حكومة، أو لمسح المباني المتصدعة وجهود إيجاد حلول سريعة لعائلات لبنانية مشرّدة، هل على اللبنانيين أن ينتظروا كارثة جديدة حتى تدّعي الدولة أنّها مشغولة بما ينزل بالشعب من مصائب فيما مسؤوليها في الحقيقة يتقاسمون ويتحاصصون فيما بينهم ما تبقّى من ثياب «الميّت» لبنان وشعبه!!