ثلاث سنوات مرّت على تفجير مستودع في مرفأ بيروت، يحتوي على كميات من نيترات الأمونيوم المتفجّر الذي كان يستخدمه الجيش السوري في صناعة البراميل التي كانت الطائرات السورية تلقيها وتقتل بها الشعب السوري المنتفض على النظام المجرم، الذي قتل مليوناً وخمسماية ألف مواطن، وهجّر اثني عشر مليون مواطن في أكبر عملية إجرامية حصلت في التاريخ… والمصيبة الأكبر أنّ الدول العربية التي قاطعت النظام المجرم هي التي دعت الرئيس المجرم الى القمّة العربية التي عُقدت في المملكة العربية السعودية، وبدل أن يخجلوا بتلك الأعمال قاموا يطبّلون ويزمّرون بأنهم نجحوا في عقد قمة… والمصيبة الأكبر أنّ القمة كانت قمّة الفشل من دون أي نتائج.
بالعودة الى الذكرى الثالثة للعمل الإجرامي الذي قامت به إسرائيل، كما أعلنت على لسان وزير دفاعها، قائلة:
«قام سلاح الطيران الاسرائيلي بتدمير مستودع للأسلحة تابع لـ»الحزب العظيم» في مرفأ بيروت ودمّره بالكامل». وزادت: «إنّ إسرائيل كنت قد وجهت انذاراً الى الدولة اللبنانية قائلة: إنّ مرفأ بيروت أصبح هدفاً عسكرياً لأنّ لبنان يسمح باستيراد أسلحة عن طريق هذا المرفأ».
كذلك نشرت جريدة «معاريف» الاسرائيلية الخبر لتؤكد ما قاله وزير الدفاع. بعد ذلك جاء الصمت الاسرائيلي عندما تبيّـن حجم التفجير الذي قامت به إسرائيل خصوصاً عندما ظهر حجم الدّمار الذي تسبّب به حيث قتل وجرح حوالى 5000 لبناني بريء، ودمّر منطقة المرفأ ومعها منطقة مار مخائيل ومنطقة الاشرفية… كذلك ما حصل للمستشفيات: من مستشفى الروم الى عدة مستشفيات أخرى. والأهم ان 300 ألف مواطن هُجّروا من منازلهم ولا مأوى لهم والقسم الأكبر هاجر من لبنان.
إسرائيل عندما شاهدت هول الدمار الذي تسبّبت به، وهي تعلم أنّ العالم لا يمكن أن يقبل أو أن يسكت على هكذا عملية إجرامية مهما كانت المبررات… كذلك، فإنّ الجهة التي استوردت النيترات أيضاً ليس من مصلحتها أن تقول إنها استوردتها كي لا تعطي لإسرائيل حجّة لتدمير المرفأ.
أما خوف إسرائيل من الاعتراف بالعملية، وصمت الذين استوردوا النيترات، جعل المواطن اللبناني يعيش مأساة، لأنه يعلم هذه الحقيقة ولكن ليس بإمكانه أن يفعل شيئاً.
نقطتان أخيرتان لا بد من قولهما:
أولاً: إنّ عدداً كبيراً من الذين قتلوا عمداً بعد الانفجار وهم:
– اغتيال لقمان سليم… وقد طالبت عائلته ببعثة تقصّي حقائق تنظر في احتمال وجود رابط بين مقتله وتفجير مرفأ بيروت.. اغتيال سليم حدث في 4 شباط 2021 إذ عُثر عليه مقتولاً برصاصات عدة داخل سيارته. وهو تحدّث عن علاقة النظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزّنة في مرفأ بيروت.
– العقيد المتقاعد من الجمارك منير أبو رجيلي اغتيل في 2 كانون الأول 2020… وقيل يومذاك انه كان يعرف معلومات مهمة عن تفجير المرفأ، فأرادوا إزاحته.
– اغتيال المصوّر الصحافي جو بجاني في الكحالة في 21 من كانون الأول من العام 2020… وكثر الحديث عن أنّ المصوّر بجاني كان قد التقط صوَراً عدة عن المرفأ، وهو يملك أدلة على مَن قام بإحضار النيترات وإخراج قسم منها، فتمّت إزاحته.
ثانياً: السؤال الكبير عن الصمت الدولي وعدم إعطاء أي صوَر للجريمة بالرغم من ان عدداً كبيراً من الدول العظمى تملك أكثر من مركز تجسّس وبخاصة في قبرص، وتعرف «الطير الذي يطير في لبنان إن كان انثى أم ذكر». وبالرغم من ذلك هناك غموض وصمت رهيب.