Site icon IMLebanon

المعركة حامية في “بيروت الأولى” بين 5 لوائح… وعلى الأرمن أن “يطحشوا” لإيصال مُرشحيهم الفعليين…

 

التنافس بين “التيّار” و “القوّات” على الصوت التفضيلي كما على المقاعد… الجميّل ويعقوبيان يعودان بقوّة!

 

يريد الشعب اللبناني تغيير الطبقة السياسية الحاكمة التي أوصلت البلاد الى الإنهيار الحالي، وأدّت به الى المعاناة على جميع الأصعدة، لتأمين متطلّبات العيش اليومية من محروقات وغذاء ودواء واستشفاء وتعليم وما الى ذلك، لا سيما مع الأزمة الإقتصادية والمالية التي أفقرته، فضلاً عن حجز أمواله التي جناها طوال حياته من قبل المصارف وتحكّمها بكيفية سحبها منها. غير أنّ النظام الإنتخابي الساري رقم 44 الصادر في العام 2017، والذي جرت على أساسه الإنتخابات في الدورة الماضية أي في العام 2018، فضلاً عن المنظومة السياسية السائدة، قد يحولان في إحداث التغيير المنشود. ولكن رغم ذلك لا بدّ من إجراء هذه الإنتخابات في مواعيدها، على ما يصرّ الداخل والخارج، من أجل البدء بإحداث التغيير، ولو أتى بسيطاً أو جزئياً.

 

ففي دائرة بيروت الأولى، تتنافس الأحزاب المسيحية لا سيما “التيّار الوطني الحرّ” و “القوّات اللبنانية” والطائفة الأرمنية بما فيها “حزب الطاشناق” والمرشّحين المستقلّين على 8 مقاعد نيابية مسيحية ( 4 ماروني، روم كاثوليك، روم أرثوذكس، وأقليّات، و 4 أرمنية منها 3 مقاعد أرمن أرثوذكس، ومقعد للأرمن الكاثوليك). هذه الدائرة التي استقال منها كلّاً من النائب نديم الجميّل (الكتائب اللبنانية)، والنائبة بولا يعقوبيان (مستقلّة)، واللذين يعودان بقوّة محصّنين بأصوات ناخبيهما. ومن المتوقّع أن تشهد هذه الدائرة معركة حامية بين لوائح السلطة ولوائح المعارضة ومجموعات المجتمع المدني التي تنشط كثيراً في الأشرفية والرميل والمدوّر والصيفي، لا سيما بعد انفجار 4 آب في العام 2020.

 

مصادر سياسية مطّلعة أوضحت أنّه حتى الآن يجري العمل على تركيب اللوائح، والتي لن تُعلن قبل إقفال باب الترشيحات في 15 آذار المقبل. ولكن ما يحصل على الساحة المسيحية يشير الى إمكانية تشكيل 4 أو 5 لوائح، على غرار ما حصل في الدورة الماضية، فقد تنافست آنذاك 5 لوائح هي: “بيروت الأولى” (تحالف “القوّات اللبنانية” و “الكتائب اللبنانية”، وجان طالوزيان كأرمني مستقلّ)، و “بيروت الأولى القويّة” (“التيّار الوطني الحرّ” و “حزب الطاشناق”)، و “كلّنا وطني” (المجتمع المدني)، و “نحنا بيروت”، و “الوفاء لبيروت”، وقد تمّ إخراج كلّاً من اللائحتين الأخيرتين من سباق النتائج لعدم حصول أي منهما على الحاصل الإنتخابي الذي وصل الى 5.287.5.

 

ولفتت المصادر الى أنّ نديم الجميّل اتخذ قراره النهائي بالترشّح عن المقعد الماروني في منطقة الأشرفية، بعد أن سرت شائعات عن عزوفه عن الترشّح وترك المقعد لشقيقته يمنى. وقد قرّر خوض المعركة تحت شعار “الأمر لي” من ضمن حزب “الكتائب اللبنانية”، ولكن لم يُعرف بعد إذا ما كانت ستُرشّحه، أم سيكون لها مرشّح آخر تدعمه ويُنافسه على المقعد. فالكلّ يعلم أنّ “الكتائب” تقوم حالياً بتغيير بعض الوجوه بغية الإلتحاق بمجموعات المجتمع المدني لكسب المزيد من المقاعد النيابية.

 

وتقول المصادر بأنّ الأرمن يُشكّلون الكتلة الناخبة الأكبر في هذه الدائرة، على أن ينتخب عدداً كبيراً منهم لإنجاح اللائحة التي يؤيّدون، فضلاً عن أنّ اصوات الناخبين من الموارنة والروم الكاثوليك، كما الروم الأرثوذكس الذين يُشكّلون الأكثرية في منطقة الأشرفية التي تلعب دوراً بارزاً في تأمين الحاصل الإنتخابي. فمن أصل 137.733 ناخبا في دائرة بيروت الأولى، اقترع 44.714 ناخبا في العام 2018، احتُسب منها 43.666 صوتاً، لأنّ الأوراق البيضاء وصلت الى 313 ورقة، فيما سجّل عدد الأوراق الباطلة 1.048. غير أنّه بعد ما أصاب المناطق المسيحية من العاصمة بيروت جرّاء انفجار المرفأ في 4 آب من العام 2020، قد يكون بدّل المزاج الشعبي، لناحية الإحجام عن انتخاب الوجوه التقليدية أو الحزبية نفسها لصالح الوجوه الجديدة المستقلّة، إلّا أن شيئاً لا يُمكن تأكيده بعد قبل معرفة أسماء جميع المرشّحين في هذه الدائرة.

 

وبرأي المصادر، إنّ المعركة ستكون قاسية لا سيما بين “التيّار” و “القوّات”، ليس فقط على المقاعد المارونية والكاثوليكية والأرثوذكسية والسريانية، إنّما أيضاً على الصوت التفضيلي الأول الذي أحرزه في المرة الماضية، النائب نقولا صحناوي، مسجّلاً نسبة 11.629 % من عدد أصوات المقترعين، مقابل 10.119 % للنائب جان طالوزيان على “لائحة بيروت”، أي ما يُعادل 4788 صوتاً، فيما حاز طالوزيان على 4166 صوتاً، يليه نديم الجميّل بـ 4096، وعماد واكيم 3936 صوتاً. ولهذا رشّحت “القوّات” نائب رئيس الحكومة السابق والوزير السابق غسّان حاصباني بدلاً من واكيم على المقعد الأرثوذكسي لتُنافس به على الصوت التفضيلي الأول في الدائرة مقابل الصحناوي.

 

علماً بأنّ لائحة “بيروت الأولى القويّة” التي ترأسها صحناوي حصلت على 18.337 صوتاً في العام 2018، مقابل 16.772 للائحة بيروت الأولى، و 6.842 للائحة “كلّنا وطني”، على ما عقّبت المصادر نفسها، وتحالف “التيّار” مع “الطاشناق” سيبقى على حاله في هذه الدائرة، لا بل سيعمل كلّ من الحزبين على شدّ العصب من أجل الحفاظ على المقاعد نفسها، وإمكانية إحراز مقعد إضافي. ويُحاول “التيّار” إيجاد مرشّح ماروني قوي يُنافس نديم الجميّل، لا سيما بعد وفاة مسعود الأشقر الذي نال 9.137 % من أصوات الناخبين، لكنّه لم يفز بالمقعد النيابي بسبب اكتمال حصّة المذهب الماروني بفوز الجميّل بنسبة 9.949 % من أصوات المقترعين، غير أنّه قد لا يجده بسهولة.

 

وأشارت المصادر الى أنّ لوائح السلطة والمعارضة ستتنافس أيضاً على المقاعد الأرمنية الأربعة، سيما وأنّ النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان التي انتُخبت بـ 2500 صوتاً فقط في الدورة الماضية قد ازدادت شعبيتها بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، واستقالتها من المجلس ووقوفها بشكل مستمر الى جانب الشعب في الشارع. ولهذا تنوي تشكيل لائحة تضمن لها أكثر من مقعد عن هذه الدائرة. ولكن على الأرمن أن “يطحشوا” هذه المرّة في الإقتراع لإيصال ناخبيهم الفعليين الى المجلس النيابي الجديد، سيما وأنّ يعقوبيان لم تفز بالمقعد بفضل أصوات الأرمن في الدورة الماضية، إنّما بأصوات المسيحيين الآخرين. وتجدر الإشارة الى أنّ ناخبي “الطاشناق” سيصوّتون لصالح المرشّحين الأرمن على لائحة “التيّار الوطني الحرّ” أي ضدّ يعقوبيان والمرشّحين على اللوائح الأخرى.

 

وترى المصادر بأنّ خلط الأوراق في “بيروت الأولى” متوقّع، سيما وأنّ مجموعات المعارضة والمجتمع المدني” ستقتحم المعركة بشراسة، الى جانب الناخبين المغتربين في دول الخارج، المتحمّسين أكثر من سواهم الى التغيير، ولهذا قد لا نرى التوزيع نفسه للمقاعد النيابية الثمانية عن هذه الدائرة أي 4 مقاعد لكتلة لبنان القوي، و 2 لكتلة الجمهورية القوية، و 1 لكتلة الكتائب اللبنانية، و 1 للمستقلّين، إنّما سيجري انتزاع بعضها لصالح البعض الآخر.