IMLebanon

“بيروت مدينتي” الأولى في الأولى

يوم الأحد جرت المعركة البلدية، وهذا يثبت أولاً أنهم عندما يريدون يجرون انتخابات وعندما يريدون يتفقون. فكما اتفقوا وتحالفوا من أجل مخاتير وأعضاء بلدية، ليتهم يتفقون على رأس الدولة: رئيس الجمهورية.

وكما في إمكانهم إجراء انتخابات بلدية، ليتهم يجرون انتخابات نيابية بدل التمديد. أما عن نتائج بيروت، وخصوصاً في بيروت الاولى التي نعتبر أنفسنا من ابنائها، فلا يمكننا سوى أن نقول إن بيروت الاولى حرة وحرة وحرة.

بيروت الاولى أعطت نادين لبكي تقريبا 10000 صوت، في حين لم يتجاوز معدل “لائحة البيارته” 7000 صوت.

هذا يعني أن “تيار المستقبل”، حزب الطاشناق، حزب الكتائب، “التيار الوطني الحر”، الوزير ميشال فرعون، حزب “القوات اللبنانية” مجتمعين لم يتمكنوا من أن يأخذوا أكثر من المستقلين بمفردهم!

فهذه رسالة واضحة من أهالي الأشرفية والصيفي والرميل، اننا شبعنا من هذا الأداء ومن تحالفاتكم التي لا نفهمها ولا تترجم إلا مصالحكم الخاصة، وشبعنا من التمديد والفراغ والنفايات والتعطيل والفساد ومن الوجوه نفسها.

صحيح أن نسبة الاقتراع كانت متدنية، لأن البعض استسلم والبعض الآخر قاطع بعدما همشته الأحزاب، لكن لجميع هؤلاء نقول لا تفقدوا الأمل لان نتيجة بيروت الاولى أكبر أمل للتغيير.

يوم اخترنا ان ندعم “بيروت مدينتي” لامنا كثيرون لأنهم يعلمون ان وصولها مستحيل وأننا نراهن على ورقة خاسرة، وأكثر من ذلك نخسر القريبين منا في اللائحة الأخرى، ولكن الأهم هو الموقف، لنقول لأقرب المقربين : كفى!

فما حصل حتى في المعركة الاختيارية في بيروت الاولى مهزلة مرفوضة، لهذا قاطع البعض والبعض الآخر صوّت لـ “بيروت مدينتي” لان المسرحية التي حصلت بين الأحزاب والسياسيين باختيار المخاتير ظهّرت صورة عدم احترام للناس وللمرشحين للمقاعد الاختيارية وإعلان اللائحةً قبل يوم لعدم السماح للآخرين بتأليف لائحة، والاستخفاف بعقول الناس وبيعهم من أجل مصالحهم النيابية والسياسية.

الزعماء اعتبروا أنفسهم أكبر من الناس ويتحكمون فيهم. فأتى الرد من بيروت الاولى واضحاً: لا، نحن لسنا غنماً! الاكيد ان “بيروت مدينتي” لم تربح، لكنها نجحت في أن توجد منافسة وجواً ديموقراطياً، ورفعت المستوى، والأهم أنها أعطت أملاً لكل من يحلم بأنه ما زال هناك أحرار يريدون التغيير، ووجهت رسالة قاسية الى السياسيين الذين كانوا يستخفون بـ “بيروت مدينتي” قبل أيام.

فمبروك لكل حر في بيروت قرر أن يحاسب وان يغير وان يرفض الأمر الواقع. ومبروك ايضاً لـ”لائحة البيارته” التي فازت في بيروت الثانية والثالثة بأصوات محبي “تيار المستقبل”، وهنا الديموقراطية وواجب احترام الرأي الآخر، مع واجب ان نلاحظ الرسالة التي أعطتها بيروت الاولى للسياسيين.