IMLebanon

قمة بيروت ومونديال قطر… تشابه!

 

ما هو وجه الشبه بين تنظيم كأس العالم لكرة القدم في نسختها المقبلة بقطر، وعقد القمة العربية التنموية بلبنان حالياً؟

بعيداً عن أن كرة القدم ليست رياضة وحسب، بل هي، إلى ذلك، ترفيه واقتصاد وصناعة وإعلام وإدارة وسياحة… وسياسة بكل ما تعني السياسة من معنى. بعيداً عن ذلك، وانطلاقاً منه، فإنك في هذا العالم المتشابك لا تقدر على العمل وحدك والنجاح من دون وجود الشركاء، مهما بلغت أرصدتك المالية، وشبكات «البروباغندا» والعلاقات العامة التي تعمل لحسابك، في بلاد الخواجات أو بلاد العرب، ومهما بلغ عدد الذين يروِّجون لك في المنظمات الدولية الكبرى، ومنها «مملكة» الفيفا العظمى حاكمة كرة القدم في العالم.

«فيفا» التي قال رئيسها، جياني إنفانتينو، صراحة، بعدما اقترب الموعد وحصحص الحق، لانطلاق المونديال الكروي المقبل بقطر 2022 قال: «قطر غير قادرة على استضافة كأس العالم 2022». خاصة بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخباً في النسخة المقبلة من المونديال.

رئيس «فيفا» بعد أن رأى الصورة الحقيقية، قال من مراكش المغربية، قبل أيام: «الفكرة تحوم حول احتمال تنظيم مباريات خارج قطر، لكنها تصطدم بالواقع السياسي في الخليج». ثم وعظنا السيد إنفانتينو قائلا: «لدينا الآن فرصة لنكون في كرة القدم وليس في السياسة».

هذا ما كان من شأن قطر وكأس العالم، أما ما كان من شأن قمة بيروت العربية التنموية فقد ماتت قبل أن تولد، بعد اعتذار «كل» الزعماء العرب عن الحضور، ما عدا الرئيس الموريتاني، ربما بسبب استضافة موريتانيا للدورة المقبلة، وأمير قطر… بس!

سبب الإخفاق الدبلوماسي الكبير للقمة اللبنانية واضح، وهو ابتلاع الثنائية الشيعية، ومن يواليها في لبنان، للدولة اللبنانية، وفرض أجندتها السياسية على لبنان الدولة، تجلّى ذلك في المشهد «الميليشياوي» الرثّ لعناصر من جماهير حركة أمل ينزعون الأعلام الليبية من الشوارع، ويضعون عوضها علم حركة أمل، وإهانة ومنع الوفد الليبي بمطار بيروت.

الوزير اللبناني السابق ونائب رئيس حزب الكتائب، سليم الصايغ في تعليق لـ«الشرق الأوسط» قال إن «لبنان في طريق خسارته الاحتضان العربي الذي لطالما شكّل قوّة معنوية ليقوم بدوره».

خلاصة الدرس من مأزق قطر وإنجاح كأس العالم المقبل، ولبنان وإخفاق القمة العربية الاقتصادية قبل انعقادها حتى، هي أنك لا تستطيع أكل الكعكة وفي نفس الوقت الإبقاء عليها كاملة! الكعكة هنا هي التعاون مع الحاضن العربي والإقليمي وعدم الارتماء في أحضان المحاور المعادية، ودعم الخراب والفوضى في بلاد العرب، ومن رؤوس صناعة الفوضى العربية، حزب الله اللبناني.

ذاب الثلج وبان المرج.