فيما كان أهل بيروت يتابعون الأزمة المريرة التي «دفنت» مدينتهم بأطنان النفايات، كان وليد بك جنبلاط يمارس عبر موقع تويتر لعبة سخيفة عبر تعليقات «تافهة» يسخر فيها من شركة «سوكلين» ورجُلِها «ميسرة سُكّر»، ومن يُراجع تعليقات جنبلاط على تويتر منذ 17 الشهر الجاري يكتشف نواياه المبيّته لدفع الأمور باتجاه الكارثة التي نزلت بلبنان عموماً وبيروت خصوصاً، وفيما كان هو يسخر بالوجوه «الغاشية» من الضحك كان وزيره وائل أبو فاعور يعقد مؤتمراً صحافياً ليحدّثنا عن حرق النفايات وأضراره، فيما كان وزيره الثاني أكرم شهيّب يُشارك في اجتماع لجنة النفايات الصلبة في السراي الحكومي، ربما علينا أن نطابق عينات تعليقات جنبلاط ومقارنتها بما نشر بالأمس عن «رجل البيئة الأوّل»، لنرى مطابقتها لمصالحه المقدّمة دائما على مصلحة لبنان وطوائفه، في بازار ثروات النفايات الطائلة!!
غرّد البيك بالإنكليزيّة: «Sorry sugar «yes Maysarah Sugar، «عذراً السُكّر.. نعم ميسرة سُكّر»، هذا أحد تعليقات جنبلاط بالأمس في عزّ كارثة وطنيّة كبرى، مع ذاك الوجه الذي تنهمر دموعه من شدّة الضحك، ثمّ ألحقه بتغريدته الثانية «Send Maysarah Succar «sort Sugar to San Francisco، «إرسال ميسرة سكر إلى سان فرانسيسكو لفرز السكر»!! للأسف البيك يتفرّج على ما حلّ بلبنان وبيروت وبمنتهى الخفّة، وقد بدأ هذا الأمر منذ 17 تموز في عطلة عيد الفطر، فقد بدأ جنبلاط التهديد والوعيد والسخرية والاستعداد لتنفيذ خطة الكارثة الكبرى ومن يعود إلى حسابه على تويتر سيجد كل التعليقات التي نتخطّى ذكرها هنا لـ»سخافتها»!!
بالأمس توجهت النائب بهيّة الحريري إلى بيروت وأهلها باعتذار وحديث عن شعورها بـ»العار» لتخلّي «اللبنانيين» عن «العاصمة الحبيبة»، والاعتذار مقبول، ولكن ما هو «مردود» فقول السيدة أم نادر «تخلّي اللبنانيين»، في الحقيقة هو أسبوع لم يكن يحتاجه البيارتة الذين تهجّروا من مدينتهم وتشرّدوا ما بين عرمون وبشامون وسواها، ليكتشفوا ماذا سيفعل أهل إقليم الخروب أو أهل صيدا أو أهل عكّار في هذه الأزمة الكبرى، وكيف ستُستنفر الطرقات لدفن بيروت في النفايات، سبق وخَبِرْنا هؤلاء عندما تهجّرنا من مدينتنا في العام 1989 خلال حرب التحرير، وكيف استغلوا تهجّرنا حتى «آخر دولار»، وبيروت وأهلها يشعرون بحزن وألم عميق لصمت «نائب بيروت» سعد الحريري بصمت ترك جرحاً عميقاً في قلب المدينة وأهلها، والصمت أمام هذا الصمت، وفي هذا الموقف أجدى وأدعى، ولكن من باب الصدق وقول الحقّ، لا بدّ لنا من القول: أهل بيروت لا يردّون إلا في صناديق الإقتراع، وهذه تجربة عشناها في انتخابات العام 2000 عندما انتقمت بيروت للرئيس الشهيد فأسقطت كل من بادله العداء وتواطأ مع النظام السوري عليه، وعشناها في انتخابات العام 2005، وكان الردّ الأكبر على غزوة «7 أيار» العام 2008 و»فرعنة» حزب الله حشدهم في ساحة الشهداء في 14 شباط العام 2009 وفي صناديق الإقتراع عام 2009، أهل بيروت ليسوا بحاجة لاعتذار بل بحاجة لحل عاجل وحازم، فرسائل الاعتذار من أين يصرفها أهل بيروت في شوارع مدينتهم، وهي أيضاً لا ترفع نفايات الجميع من شوارعها!!
بالإذن من الرّاحل عمر الزّعني السبّاق على وضع الإصبع على جرح بيروت عبر مونولوج «يا ضيعانك يا بيروت» الذي كتبه انتقاداً لفساد الحياة الإدارية وعدم تقدير الكفاءات، والذي تداوله البيارتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس، بالإذن من عمر الزعّني، لقد أدخلت بعد التعديلات على مونولوجه وأقدّمه للقارئ «بتصرّف» يتناسب وكارثة الأسبوع الماضي المستمرة:
«يا ضيعانك يا بيروت/ يا عروس بخشخاشة/ صرتِ فِرْجِة عالشاشة/ كتروا وجوه الغشّاشة/ يا مصمودة بالتابوت/ يا ضيعانك يا بيروت/ الخواطر مكسورة/ والقلوب مقهورة/ بالزّبالة مطمورة/ وإبنك من حزنو حيموت/ يا ضيعانك يا بيروت/ الجهّال حاكمين/ والأرذال عايمين/ والأنذال عايشين/ والأوادم عم بتموت/ يا ضيعانك يا بيروت/ الخاين حامل نيشان/ والسّافل إلو قَدْر وشان/ و»النايب» شبعان رويان/ وإبنك ما بلاقي القوت/ يا ضيعانك يا بيروت/ ما في هيبة ولا وقار/ وبحقوقك في استهتار/ لعبوا عليك «دقّ قمار»/ وذلّوك بعهر وجبروت/ يا ضيعانك يا بيروت/ الغريب بيتمختر/ وإبنك فيك بيتمرمر/ من قلبك حتّى تهّجر/ مالو عيشة ولا بيوت/ يا ضيعانك يا بيروت»!!