IMLebanon

بيروت لن تموت…

بيروت يجب ألا تموت، كما طرابلس، كما الجنوب أو جبل لبنان، أو أي منطقة أخرى من لبنان. لكن بيروت هي عاصمة البلد وواجهته، وهي الحاضنة لكل أطيافه، ومركز التفاعل بين كل أبنائه، لذا وجب دوماً إحياء المدينة وإعادة الروح اليها على رغم كل المصاعب والازمات، التي أدمنّاها منذ زمن بعيد، ولم تكن، ولن تكون عائقاً أمام طموحاتنا.

من هنا، أطلقنا في “مؤسسة جبران تويني” يوماً رياضياً بعدما شعرنا بإيجابية مفقودة في قلب العاصمة منذ فترة، بل ضائعة بين ملفات النفايات والكهرباء والمشاكل اليومية التي نعانيها. فكان خيارنا إيجابياً، لأن الرفض والفوضى يساهمان في إصلاح محدود لكنهما لا يبنيان بقدر ما يمكن المبادرات الايجابية ان تنعكس على حال المواطن اللبناني وتحسّن صورة البلد.

الناس باتوا في حاجة الى الأمل، الى الفرح، الى الشعور، بأنه يمكنهم العيش في هذا البلد أياماً من الراحة كأي مواطن طبيعي في بلد آخر، فلا يعدموا العيش الكريم.

لذا يتوجب على أصحاب المبادرات الايجابية في لبنان، وهم كثر، ألاّ يتوقفوا مهما كانت الظروف صعبة! ومن يعتقد ان هذه المبادرات ليست أولويات في ظل التحديات والمصائب التي يعيشها اللبناني، أغتنم الفرصة لأذكّره بكلام لوينستون شرشل يقول فيه، انه خلال الحرب طلب منه أن يحوّل الأموال، التي تصرف للثقافة والفن الى ضرورات المعركة، لأن البلاد تمر في حرب، فأجابهم يومها: “اذا قطعنا التمويل عن الفن والثقافة فمن أجل ماذا نحارب؟”.

فإلى كل من يعتبر ان المبادرات الثقافية والسياحية والشبابية ليس الآن وقتها والأولويات في مكان آخر، نقول: إن المعركة هدفها أن يبقى هذا الوجه للبنان الذي يجب المحافظة عليه في كل المحن، وعلى كل نشاط يمثّل هذا الوجه أن يزدهر مهما زادت التحديات، لأن كل التضحيات التي بذلت، هدفها قيام لبنان مختلف يشبهنا ويشبه كل لبناني قرر عدم الاستسلام والهجرة. المبادرات الإيجابية يجب دعمها وتطويرها وتوحيد كل الجهود لمحاربة من يريد للبنان أن يكون بلداً من دون حياة، ومن دون اقتصاد، ومن دون سياحة ، ومن دون كهرباء، ومن دون أدنى مستويات العيش الكريم، لكي نقول هذا وجه لبنان وليس النفايات والشلل والتعطيل.

على كل جمعية أو وسيلة إعلامية أو صاحب مشاريع إيجابية المبادرة الى التعاون، كي يجتمع كل أصحاب النيّات الحسنة فيعملوا معاً لتغيير شيء في الواقع الذي نعيشه، ويقدموا على دفع، الى تغيير في المجتمع، وفي السياسة، وفي الاقتصاد، بتخطي المصالح الخاصة، لأنهم الأمل الوحيد للبنان المستقبل.