IMLebanon

بيروت لن تنتخب المشروع الإيراني  

 

ليس الحديث عن مفصليّة إنتخابات يوم غدٍ الأحد، مجرّد كلام إنتخابي، وليس الحديث عن سعي حزب الله لتغيير هويّة بيروت العربيّة وإسقاطها في مستنقع الوحل الإيراني الفارسي مجرّد شدّ عصب للناخب البيروتي وشحذاً لهمّته، ممنوع أن يبقى بيروتي في بيروته، علينا جميعاً أن نواجه المشروع الفارسي مجدّداً في صناديق الإقتراع، ولن تكون هذه مواجهتنا الأخيرة له.

 

منذ «الطعنة» التي تلقّاها اللبنانيّون في 8 آذار العام 2005، وردّوها صفعة مدويّة على وجه أصحابها في 14 آذار العام 2005، ونحن نواجه هذا المشروع المكشّر عن أنيابه الزرقاء والسّاعي إلى غرزها في كلّ الجسد اللبناني، 13 عاماً ونحن نواجه، وسنبقى، حتى لا ترتفع صور الخامنئي في بيروت وشوارعها، حتى لا نجد صور الخميني على أبنيتها، حتى لا يخنقنا السّواد طوال أيام السّواد طوال أيام السنة لا في عاشوراء فقط، حتى لا يطغى «الصفار» على لون بيروت، شرفة الدّنيا وسيّدة العواصم، نحن نواجه هذا المشروع منذ 13 عاماً، وسنواجهه غداً حفاظاً على بيروت هويتها وهويّة أهلها، وحتى اليوم نجحنا في الحؤول دون إطباق إيران يدها على عاصمتنا، وسنهزم مشروعها مجدّداً في مسار هذا الصراع الطويل.

مثل أي مواطن، لديّ ملاحظات كثيرة على قانون الانتخاب الذي حال بيني وبين أن أختار من يمثّلني، فأشطب مرشّح وأسمّي آخر، بداية ظننتُ أنّ خيار المقاطعة قد يُعبّر عنّي، لا أريد أن يفرض عليّ أحد لائحة، ولكن عدد اللوائح التي يقف خلفها حزب الله وسوريا وإيران، لا يسمح بترف الامتناع عن الانتخاب، واجبي تجاه مدينتي بيروت أن أحمي خيارها العربيّ، نحن أهل بيروت لم نغادر مدينتنا في عزّ الحروب، خرجنا منها مرتين إلى التشرّد الأولى عام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي، ومع هذا بقي كثيرٌ من أهلها صامدين، والثانية عام 1989 في «حرب التحرير»، غير هاتيْن المرتيْن صمدنا في بيروت خلال كلّ جولات الحروب، من دون شكّ كان أعنفها وأقساها علينا حروب الشوارع التي واجهناها على مدى سنوات ثلاث، نحن لم نتخلَّ عن بيروت حتى عندما اجتاحت إسرائيل شوارعنا وغادرتها مذلولة بعد أقل من أسبوع.

هذه المرّة لا نملك ترف الجلوس في منازلنا والتفرّج على مرشّحي الممانعة الساعين لاختراق ساحتنا ليوصلوا صوت بشار الأسد وحزب الله مدّعين أنّهم يمثلوننا، ولّى زمن «الودائع» السوريّة في مجلس النوّاب، على الأقلّ ليس أهل بيروت من يوصلون هكذا ودائع، دعوا هذا الأمر للوائح الممانعة، لن نسمح لتجّار الضمير والسلاح والمبادىء ادّعاء تمثيل الطائفة السُنيّة، نحن يمثّلنا اعتدال تمّام سلام وسعد الحريري ونهاد المشنوق، لا يمثّلنا أبداً صغار اللاهثين خلف مصلحتهم الشخصيّة، نحن لم نخرج بشّار الأسد مذلولاً من الباب ليعيده هؤلاء مع حزب الله من الشبّاك!

واجبنا تجاه لبنان أولاً، وتجاه بيروت عاصمتنا ومدينتنا أن نتحمّل مسؤوليّة حمايتها من المشروع الفارسي المتربّص بها، صوتكم هذا يجب أن تسمعه إيران جيّداً، فليكن غداً الأحد نفس الردّ المدوّي الذي صفع حزب الله عام 2009 بعد غزوه لبيروت في 7 أيار العام 2008، من يعرف أهل بيروت جيّداً يعرف أنّهم يردّون في صناديق الإقتراع، ويعرفون أنّهم أوفياء مهما كانت لهم ملاحظات في التفاصيل، وهم لم يخيّبوا يوماً مدينتهم.

دخل لبنان في الصمت الإنتخابي، لذا إرفعوا أصواتكم غداً، إرفعوها عالياً جداً، وليسقط مجدّداً المشروع الإيراني الفارسي على عتبة مدينتنا، لو كنتُ أنتخب في الدّائرة الأولى لانتخبتُ لائحة القوّات اللبنانيّة، ولأنني أنتخب في الدائرة الثانية غداً أختار اللائحة الزرقاء، لائحة سعد الحريري وتمام سلام ونهاد المشنوق هؤلاء الثلاثة يمثّلون وجه بيروت الحقيقي، وجه بيروت العربيّة.