ترك الإنفجار الذي عكّر هدوء مشروع «بيت مسك» السكنيّ في المتن الشمالي أمس، الباب مفتوحاً أمام التساؤلات الباحثة عن الأسباب الفعليّة التي أدّت إلى وقوع 7 إصابات وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات.
وفي التفاصيل، دوّى صوت انفجار قويّ قرابة الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس الجمعة في مجمّع «بيت مسك» السكني وقيد الإنشاء، ليتبيّن أنه ناجم عن انفجار قوي في الطابق السفلي لأحد الأبنية السكنيّة، أدّى إلى نشوب حريق وتطاير بعض الجدران الأساسيّة للشقة، كما الواجهات الزجاجيّة للأبنية الملاصقة. وأسرع الدفاع المدني إلى مكان وقوع الحادث لإطفاء النيران، ونقل الصليب الأحمر اللبناني 7 جرحى إلى المستشفيات، بينهم 5 عمال من الجنسيّة السوريّة الذين كانوا يعملون في إكمال ورش البناء، وربّة المنزل من جنسيّة أجنبيّة (اوكرانية) ونجلها الذي يقارب الـ8 أعوام بعد انتشاله من بين الركام.
ومع تولّي القوى الأمنية فتح تحقيق في الحادث، تضاربت الروايات حول أسباب وقوعه. وتبيّن أنّ السيدة الأوكرانية ونجلها إنتقلا إلى السكن في الشقة قبل ساعات، بعد عودتهما من الخارج، أي مساء الخميس، مع انتهاء الشركة الموكلة إستكمال أعمال الصيانة وتجهيز المنزل. وتضاربت المعلومات حول أسباب وقوع الإنفجار مع استبعاد المسؤولين عن المشروع، إحتمال أن يكون الإنفجار ناجماً عن انفجار تمديدات غاز داخل الشقّة، كون جميع الشقق مزوّدة بالغاز من خزان خارج البناء وتعتمد أعلى درجات الحماية والوقاية والأمان المرتبطة بالإمدادات إلى الداخل والتي تتمتّع أيضاً بأجهزة حماية عالية الجودة تعمد تلقائياً إلى قطع الغاز في حال وجود أي تسرّب.
الرواية الأولية التي حصلت عليها «نداء الوطن»، تشير إلى إمكانيّة أن يكون الإنفجار ناجماً عن خلل في استكمال التوصيلات المطلوبة «لفرن الغاز» بالشبكة التي تغذّيه من الخزان الخارجي، وذلك بعد محاولة ربّة المنزل تشغيل «القاطع» وتزويد الشقة بالغاز، ما أدّى إلى هذا التسرّب الكبير (يقارب الـ4 بروبان)، القادر على التفاعل سريعاً مع أيّ شرارة كهربائيّة تؤدي تلقائياً إلى الإنفجار ما أحدث هذا العصف الذي خلّف كمّاً كبيراً من الأضرار.
ومع تأكيد المصادر نفسها، على الجودة العالية لإمدادات الغاز المعتمدة في الشقّة كما أنظمة الحماية الظاهرة حتى بعد وقوع الحادث، إستبعدت فرضيّة أن يكون الإنفجار ناجماً عن مواد متفجّرة، نظراً لتمدّد الحريق في كافة أرجاء المكان، خلافاً للمواد المتفجّرة التي تخلّف ضرراً كبيراً في موقع انفجارها قبل تمدّدها.
الأضرار الكبيرة التي خلّفها عصف الإنفجار، دفعت شهود عيان يقيمون في الشقق الملاصقة، إلى استبعاد فرضيّة التسرّب الغازي، نظراً لاعتماد الوسائل نفسها داخل منازلهم، ليشير أحدهم إلى أن النيران ترافقت مع تصاعد روائح شبيهة بالمواد المتفجّرة… ما يفتح الباب على احتمالات عدّة تتولّى القوى الأمنيّة التوسّع حولها.
ومع تقدّم هذه الرواية خلال ساعات بعد ظهر أمس، عمل المسؤولون عن المشروع على ضرب حزام أمني حول المبنى، ومنع الصحافيين من الاقتراب من موقع الحادث بعد أن سُمح لجميع وسائل الإعلام في ساعات الصباح من الإقتراب وتصوير الأضرار… ليؤكد أحد المسؤولين مجدداً لـ»نداء الوطن» الإبقاء على جميع الإحتمالات قائمة إلى حين الإستماع إلى صاحبة المنزل والشركة التي استكملت أعمال الصيانة داخل الشقة.