يعتري اللبنانيين في هذه الفترة لا سيما البقاعيين عشية مناقشة الموازنة العامة التي إفتقدها لبنان لعشر سنوات ونيف، قلقا وخوفا يقض مضجعهم مما يسرب عن بعض بنود الموازنة الجديدة التي تتضمن فرض ضرائب وزيادات على صغار المزارعين والفقراء وما أكثرهم.
في وقت إنخفضت القيمة الشرائية لرواتب الموظفين وذوي الدخل المحدود، والتي هي بالأصل غير متكافئة مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية التي يحتاجها المواطن بشكل يومي خصوصا في ما يتعلق بارتفاع أسعار المحروقات بظل ظروف مناخية قطبية يتعرض لها لبنان منذ بداية فصل الشتاء، والزيادة المنوي فرضها على تعرفة الكهرباء في حين أن هذه الكهرباء غير متوفرة منذ ثلاثين عاما، وهناك أجيال هرمت ودخلت باب الشيخوخة وتتمنى قبل أن ترحل عن هذه الدنيا أن ترى الكهرباء 24/24. في حين أن مافيا المولدات تفرض شروطها القاسية على المواطنين دون حسيب أو رقيب في ظل إستخدامها للأملاك العامة العائدة للدولة في مد شبكاتها وإيصالها إلى المنازل، وما يسرب عن تعديل تعرفة كهرباء لبنان بنسبة 100% على الشطور الأولى فإنها تشكل ضربة قاضية لذوي الدخل المحدود والفقراء الذين تجاوزت نسبتهم 80% من الشعب اللبناني.
هذا القلق عبر عنه صغار الكسبة وعينة من الفقراء واستغربوا هذه السياسة الضرائبية الغير مفهومة ولا ترتكز إلى أي قاعدة علمية تأخذ بعين الإعتبار حال الناس الذي بات جزء كبير منهم تحت خط الفقر، واستغربوا سلوك هذه الدولة التي لا تترك فرصة لإنزال أشد العقوبات الضرائبية التي لا تميز بين فقير ومعدوم، وقال هؤلاء «إذا حصل ما نخشى منه فإن الدولة تسعى بنفسها وبسلوكها إلى إحداث إنفجار شعبي كبير على مستوى كل لبنان سيخرج عن سيطرة الأحزاب والتيارات ليتأطر كله في تيار مواجهة صانعي الفقراء الذين يقبضون على مقدرات هذه البلاد، الذين يتنازعون فيما بينهم على قوانين إنتخابية تفصل على قياساتهم وقياسات أنجالهم وأحفادهم الذين يتحدرون من عائلات فاصقة وفاجرة ومحتكرة للقمة عيش الناس».
أضاف هؤلاء «نحن لا نأبه لأي قانون إنتخابي لطالما لم يستفتَ به الناس ليعبروا عن طموحاتهم وأي دولة يريدون»، واستغرب هؤلاء الفقراء وصغار الكسبة موقف الكتل النيابية والقوى السياسية الصامتة حيال ما يتسرب من معلومات حول زيادة الضرائب الرسوم وحملوا الجميع مسؤولية السكوت في حين أكبر هؤلاء موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي رفع صوته محذرا من المس بلقمة عيش الفقراء ومد اليد إلى جيوبهم، فننصح الجميع أن يحذوا حذو السيد حسن نصرالله في مواجهة فرض الضرائب والرسوم.
المسألة لا تقتصر على زيادة تعرفة الكهرباء بل تطال محاضر الضبط التي تسطر بحق الآلاف من اللبنانيين يوميا، والأموال التي تجبيها مصلحة المعاينة الميكانيكية التي لم يعرف اللبنانيين كيف انتهى الإشكال في هذا المرفق التي فرضت إقفاله نقابة السائقين لأسابيع ولمصلحة أي من الشركات جاءت الغلبة في وقت لا تقوم الدولة بما يتوجب عليها من صيانة الطرقات وردم الحفر التي تتسبب بحوادث سير مميتة ناهيك عن تحطم السيارات وغير ذلك. وفي هذه العجالة لا نستطيع الإضاءة على جميع واجبات الدولة تجاه المواطنين التي لا تقوم بها في وقت تفوح فيه روائح السمسرات والصفقات والهدر والفساد وتقاسم المغانم ونحذر من ثورة شعب اذا جاع.